عودة المغتربين ودور الدولة الرعائي: مخاطر نزع صفة الوطنية عن الميدل ايست
حكمت عبيد -الحوارنيوز خاص
نعم، شركة طيران الشرق الأوسط تدار بموجب قانون التجارة وهي مملوكة من المصرف المركزي، ولكن هذا لا يعفيها من مسؤولياتها الوطنية، فلا هي خارج الرقابة ولا المصرف المركزي بصلاحياته الواسعة خارج الرقابة والتدقيق.
نعم، تنفذ الشركة قرار مجلس الوزراء الذي كان يمكنه تكليف الشركة نقل اللبنانيين الراغبين بالعودة الى بلادهم بأسعار مدعومة ،فكلفة خطة العودة كما صرح الحوت أمس تبلغ نحو 20 مليون دولار ،وهي أقل من أرباح الشركة لشهر واحد والبالغة 35 مليون دولار كما صرح الحوت أيضا.
لكن مجلس الوزراء كلف الشركة وفق آلية احتساب للكلفة مع مراعاة وضع الطلاب حصرا.
أخطأ الحوت في مغالاته بنزع صفة "الوطنية" عن الميدل ايست، ففي ذلك مخاطر سيكون لها أثر مادي ومعنوي كبير ناتج عن علاقة اللبنانيين المغتربين بها واعتمادها كشركة وطنية…
إن أهمية إعادة اللبنانيين بمساهمة من شركة طيران الشرق الأوسط يجب أن تقاس وفق عدة اعتبارات منها:
– الرحلات المجانية للسياسيين والنافذين والوفود الفضفاضة التي قامت وتقوم بها "الميدل ايست" من أيام الرئيس أمين الجميل ،وسجلت ضمن الديون والذمم غير القابلة للاسترداد، وحتى الأمس القريب.
– ان ما ورد على لسان الحوت في مؤتمره الصحافي، بالنسبة لاعتبار الرحلات المجانية المتهمة بها الشركة الوطنية هي "ترويجية" وليست عائلية، لا تغير في الواقع شيئاً طالما أنها مجانية ويمكن أن تغطي تحت هذا العنوان "رشاوى" لنافذين.
– أن للمغتربين، لا سيما في أفريقيا، ولاحقاً في مختلف أصقاع الأرض من الخليج الى الأميركيتين وأستراليا، فضلا كبيرا منذ الستينات على ميزان المدفوعات وتوفير كتلة نقدية وازنة أساء استغلالها مصرف لبنان الذي يملك الميدل إيست ،وقامر بها من خلال تمويل الهدر في نفقات الدولة وإثراء أصحاب المصارف وغيرهم من النافذين دون حساب الدولة، وكذلك لهؤلاء الفضل على القطاع المصرفي، الذي احتجز ودائع هؤلاء ان لم نقل استهتر بها وقامر خلافاً لأية قواعد ومعايير مالية دولية ،أو تحترم الحد الأدنى من مقتضيات الحيطة والحذر.
ألا يكفي ما أصاب اللبنانيين من تضييق على شريحة واسعة منهم وخسائر أصابت أعمالهم واستثماراتهم ومداخيلهم وقدرتهم على الادخار، بنتيجة سيطرة بعض الدول على تجارة وأسواق الألماس بين أفريقيا وأوروبا، أو لمجرد انتسابهم بالإسم لفئة معينة.
هناك من يبكي ويرجو المسؤولين مساعدته للعودة الى عائلته من زيارة للخارج قام بها بالصدفة خلال هذه الفترة.
إنها مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون وطنية وأولية. ويجب الا نكتفي بالتغني بقدرة لبنان على مواجهة الكورونا واستيعاب الأزمة، لا سيما وأن عودة اللبنانيين من الخارج أزمة تسببت بها الكورونا.
وإذا كان لنا من توصية بعد التذكير بفقراء بلادي فهي أن لا تنسوا أهمية وفضل ومستقبل دور جناح لبنان المغترب.
عالجوا جرحه اليوم لكي يشفى ويتمكن غداً من حمل بعض أثقال أخطائكم واستهتاركم وجرائمكم بحقه وحق باقي الوطن!