هدى سويد – إيطاليا – الحوار نيوز
من غير السهل وأنت في الخارج رؤية إخلاء لبنان ومدينته بيروت عبر صفحات الصحف أو على شاشات التلفزة .
مشهد ينهش القلب عند صبيحة اليوم،وإن كنت متابعا ومنتظراً هذا .
مشهد يتركك هكذا مشلولا غير قادر على أي شيء، غير انفعالي الألم والغضب.
منذ فترة يدعو العالم رعاياه إلى مغادرة لبنان، وفي مقدمهم إيطاليا،طالبة من مواطنيها الرحيل بأي “طريقة” ! (حوالي ثلاثة آلاف، منهم بالطبع المجنسين من اللبنانيين ، وما يقارب الألف من عاملين في اليونيفيل).
تدعو الدول متى شاءت ، إخلاء البلاد التي لا حول لها ولا قوة، ومنها لبنان “بلد الأرز” كما يسمونه هنا ، وبسبب أوضاعه التي نعرفها ما عادوا يستخدمون عبارة “سويسرا الشرق” .
يبدأ الزوار بالمغادرة ويتحول البلد إلى مطار مشحون بكتل بشرية، وكم من الحقائب المتحركة المغادرة ، أشبه بمن يغير مكان إقامته من مكان إلى آخر ، من حي إلى حي .
يبدأ الزوار بالمغادرة وتبقى عيون المقيمين شاخصة ، محاصرين متروكين في سجن كبير، لا تنقذهم دولة أو سلطة ترأف بوحدتهم، خلاصهم في هذا الانتظار الكبير الصعب .
ليس من السهل تقبل ما يفعله العالم صامتا، المسمى حضاريا،وهو “لم يكن يوما كذلك”!
إخلاء الدول وتحويلها إلى ساحات حرب مجنونة مجرمة في غزة ولبنان ، مقابل عالم يبقى دوره محصورا بالفرجة، ببيع السلاح ، وإحصاء القتلى والجرحى والدماروالخسائر الاقتصادية وانتظار الوقت دون ذرف دمعة على المغلوب .
يغص القلب في الصباح المبكر والليل المتقدم بردائه ولا من يسعف الوقت .
ليس من السهل رؤية مشهد المنكوبين في القطاع يواجهون بأجسادهم إجراما لم يشهد له مثيل ،
ليس من السهل رؤية عربدة مرخص لها في ظل قوانين مسطرة لا نفع لها .
ليس من السهل رؤية نازحين من مكان إلى آخر ومن خيمة إلى أخرى .
ليس من السهل رؤية المغادرين من على شاشات التلفزة وانت سواء في الخارج أو داخل البلاد .
ليس من السهل انتظار الانتظار الأصعب !