بقلم قاسم قصير
امس ارتحل الصديق والاخ الحبيب رئيس المنتدى العاملي العلامة السيد علي عبد اللطيف فضل الله رحمه الله، بعد وعكة صحية مفاجئة، وقد التقيته يوم الاحد الماضي في بلدة شقراء وهو يشارك في تقبل العزاء برحيل العلامة السيد محمد علي الامين وكان في كامل نشاطه وحيويته ، وكان دائما عندما التقيه في أي مناسبة أو لقاء أو عندما نتحدث هاتفيا يخبرني كم يحبني ويحترمني وانني كأخ له، وكانت هذه الكلمات الجميلة تأسرني وتجعلني أشعر بالحب والتقدير له والامتنان.
والعلامة السيد علي عبد اللطيف فضل الله من الإخوة الكرام الذين تعرفت بهم والتقيتهم منذ نشاطاتنا في الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين في سبعينات القرن الماضي، وكان طالبا في معهد العلوم الاجتماعية، ومن ثم تواصلت اللقاءات والتعاون رغم ظروف الاحتلال الصهيوني، وعدنا وتعاونا من خلال تجربته في المنتدى العاملي واهتمامه بشؤون الناس في جبل عامل وفي لبنان ،وكان مهجوسا بحب الحوار والنقد وتطوير المجتمع والإضاءة على التجارب العاملية والإنسانية في لبنان .
كان ممتلىء الحيوية والنشاط وحب الناس والعمل من أجل العدالة الاجتماعية، ووقف إلى جانب عائلتي عندما قتلت شقيقتي لطيفة وتبنى قضيتها في مواجهة القضاء الجائر.
وهو دائم الحضور لخدمة الناس والمجتمع والدفاع عنهم ومواجهة الفساد عبر مواقفه وتحركاته وكان مع المقاومة واهلها. وكان من المدافعين عن حرية الرأي والنقد الهادف .
اليوم افتقده برحيله المفاجىء كما افتقد الكثير من الأحبة وخصوصا الذين عملوا من أجل الحوار وخير الناس ورحلوا بسرعة ودون وداع ،ومنهم الشيخ دانييل عبد الخالق والاخ اكرم طليس والدكتور وجيه فانوس والمناضل انيس نقاش و الدكتور أحمد موصللي والدكتور وجيه فانوس .
ايها الموت الذي تحيط بنا
ماذا تترك لنا وماذا نفعل؟
نواصل المسيرة ونحاول في ما بقي من العمر المكتوب لنا أن نحقق بعض الاماني من أجل عالم أفضل ولخدمة الإنسان ومواجهة هذا الظلام الذي يطبق علينا من كل جانب .
رحمك الله ايها السيد النبيل والرائع السيد علي عبد اللطيف فضل الله ،ورحم الله كل الأحبة الذين يرحلون عنا دون وداع .