العلامة الخطيب في خطبة الجمعة: الخطر على ألأمة بات وجوديا..والمطلوب في لبنان دولة قوية تضمن أمن مواطنيها

الحوارنيوز – محليات
رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب أن الحرب التي يخوضها الغرب اليوم ضد هذه الأمة وشعوبها، تخطى الخطر على مشروعها الى الخطر على الوجود والبقاء . وقال إنّ المطلوب اليوم من القوى الداخلية في العالم العربي والإسلامي، ليس تحقيق مشاريعها المختلفة حتى التناقض بإسم الاسلام بعناوينه المختلفة، وانما التراجع خطوة الى الوراء والدفاع عن وجود شعوبها ومصالحها ووحدة مجتمعاتها وشعوبها التي ان استطاع الغرب تفكيكها، فلن تجد محلاً لطرح مشاريعها.
وجدد في خطبة الجمعة التمسك بالدولة العادلة والقادرة والضامنة التي تبعث الاطمئنان في نفوس شعبها على امنه واستقراره ومستقبله وسلمه الأهلي،داعيا إلى تقوية الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بدوره في تحقيق الأمن والإستقرار للناس.
وكان العلامة الخطيب أمّ المصلين اليوم في مقر المجلس في حارة حريك وألقى خطبة الجمعة وجاء فيها:
ايها الاخوة
إنّ الصراع الذي يخوضه الغرب اليوم معنا، تَعدَّى أن يكون صراعاً أيديولوجياً. فقد افتقدت الأمة اليوم المشروع الايديولوجي الذي أصبح ايديولجيات اذا صحَّ التعبير، ومشاريع ايديولوجية تصل الى حد التناقض، واداة للفتنة يستخدمها الغرب لمزيد من التشرذم والاستضعاف، حتى اصبح له من الاقتدار والنفوذ ما مكَّنه من ايجاد مرجعيات داخلية، تَمكَّن من خلالها ابتداع مشاريع بإسم الإسلام، زادت من خطورة الانقسامات الطائفية والمذهبية والعرقية الداخلية الى مستوى الخطر الوجودي للأمة.
لذلك فالحرب التي يخوضها الغرب اليوم ضد هذه الأمة وشعوبها، تخطى الخطر على مشروعها الى الخطر على الوجود والبقاء، والبقاء لم يعد يُجدي اليوم الاختلاف على ماهية المشروع الذي سينتصر من بين المشاريع المتعارضة، لأنها تحوَّلت الى اداة تدميرية بدل ان تكون اداة للصحوة وبناء القوة ، واصبحت هي احدى اخطر وسائل القضاء على الامة نفسها، حيث اصبحت الايديولوجيا بإسم الاسلام كما أرادها الغرب، ايديولوجيا التكفير واستباحة الدماء والأعراض والأموال، وهي المرحلة التي مرت بها اوروبا وهيأت لمرحلة العلمنة والتنكّر للدين في اوروبا وتحنيطه قبل وضعه في متاحفها، وهو ما لن يتمكن العالم العربي والعالم الإسلامي حتى من العبور اليه، لأنه لن يكون في مقدورهما القيام بهذا التحول، لانهما لن يسمح لهما الغرب بالبقاء للقيام بهذا التحول، وسيصبحان في خبر كان، وهو ما لم يتعرض له الغرب لاختلاف الظروف وعدم وجود مشروع لقوة مناوئة يعرضها لهذا الخطر.
إنّ المطلوب اليوم من القوى الداخلية في العالم العربي والإسلامي، ليس تحقيق مشاريعها المختلفة حتى التناقض بإسم الاسلام بعناوينه المختلفة، وانما التراجع خطوة الى الوراء والدفاع عن وجود شعوبها ومصالحها ووحدة مجتمعاتها وشعوبها التي ان استطاع الغرب تفكيكها، فلن تجد محلاً لطرح مشاريعها. لذلك على الجميع حكومات وأحزاباً، ان يقفوا صفا واحدا للدفاع عن وجودهم ومصالحهم، والاكتفاء على الصعيد الداخلي بالمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والحفاظ على دين الناس أخلاقاً وسلوكاً وعقائداً دون التصدي لأسلمة الحكم، وان يكون الان المشروع الوحيد الذي تتبناه الأمة، وتفكر في الطرق والاساليب التي تحفظ هذا الوجود من الضياع والاندثار.
ولبنان أولى من كل شعوب المنطقة في الاستفادة من الفرصة وأخذ المبادرة، لأنه الاكثر هشاشة من بينها، وكانت ازماته مدخل الشر على المنطقة التي استغلها العدو ايما استغلال، فليكن المدخل لقطع دابر الشر على نفسه أولاً، ومن ثم ومن خلاله على العالم العربي ثانياً، ولتكن الذكرى الخمسون للحرب الاهلية اللبنانية آخر حروبنا، ولنتعظ مما سبّبته من ويلات وخراب ودمار وارامل وايتام، ومجهولي مصير ما زالت عائلاتهم واحباؤهم يعيشون مرارة الالم حتى الآن، وليكن ذلك عبرة للجميع والخطر الوجودي الماثل امام اعيننا، دافعاً لتجاوز الاخطاء التي ما زال البعض للأسف بشعاراته وتحريضه يدفع نحوها، ويهيء لها الارضية لتشتعل عند اول شرارة.
ونأمل أن يكون العهد الجديد بقيادة فخامة رئيس الجمهورية وحكمة دولة رئيس مجلس النواب وتعاون رئيس الحكومة، وبانتهاج سياسة المصلحة الوطنية، نأمل ان نعبر هذه المرحلة بنجاح لتحقيق هذا الهدف.
ومن هنا فإننا نؤكد على ما قلناه وكرّرناه اكثر من مرة على تمسكنا بالدولة العادلة والقادرة والضامنة التي تبعث الاطمئنان في نفوس شعبها على امنه واستقراره ومستقبله وسلمه الأهلي، والعيش بكرامة من دون تهديد اوتعريض للأخطار، وخصوصا من جانب العدو الاسرائيلي الذي ما زال يمارس الغطرسة والعدوان ويتعرص بالقصف والاغتيال للمواطنين، وهو ما زال يرفض تطبيق الاتفاق ويحتل المزيد من الاراضي اللبنانية ويمنع إعادة الإعمار ويُعبّر عن اطماعه التاريخية في الوصول الى نهر الاولي، دونما رادع من الامم المتحدة والقوانين الدولية، بل يلقى الدعم من الولايات المتحدة بشكل واضح وصريح، ويُعبّر رئيسها دونما طلب من العدو عن رغبته وتأييده لضم الكيان الصهيوني للمزيد من الاراضي وحاجة الكيان للتوسعة.
لذلك فإن المصلحة الوطنية تستدعي مراعاة هذه الوقائع والتبصّر عند تناول موضوع حصرية السلاح بيد الدولة والاجهزة العسكرية والأمنية، الأمر الذي يتطلب بناء جيش قوي وقادر على مواجهة التهديد الوجودي الذي يمثله العدو، وما اثارته الاحداث في الساحل السوري من مخاوف في نفوس جميع اللبنانيين.
والمطلوب أولاً تمكين الجيش اللبناني عدةً وعديداً ما يبعث الاطمئنان في نفوس الشعب اللبناني، على قدرة القوى العسكرية والامنية للتصدي لهذه الاخطار. وعندها فقط نستطيع القول إن الدولة المطلوبة باتت حاضرة لرعاية أهلها وناسها وتحقيق أمنهم واستقرارهم، فلا يعودون بحاجة لحماية أنفسهم بأنفسهم وإقامة أمنهم الذاتي بسلاحهم.
ولا بدّ أخيراً وبمناسبة ذكرى استشهاد المرجع الكبير والفيلسوف والمفكر المبدع آية الله السيد الشهيد محمد باقر الصدر، الذي خدم الأمة فكراً ووجوداً من التعبير عن الأسى من حالة الأمة التي تقتل أبطالها وعلماءها ومفكريها وفقهاءها الذين عملوا على رفع شأنها وجعلها أمة تستحق الحياة.
الخطيب والجعيد

واستقبل العلامة الخطيب لعد الصلاة منسق عام جبهة العمل الإسلامي الشيخ د. زهير الجعيد، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية والعربية والاسلامية .
واثر اللقاء ادلى الشيخ الجعيد بتصريح قال فيه:تشرفت اليوم بزيارة نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب في هذا اليوم المبارك يوم الجمعة، لأهنئه بالمواقف التي يقوم بها في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ بلدنا وأمتنا العربية والاسلامية، هذه المواقف الوحدوية والحريصة على الوطن والمواطن بكافة مذاهبه وطوائفه، في وقت تخرج فيه أصوات للأسف تدعو للفتنة وكذلك نرى من يكون خادماً للعدو الصهيوني او مخبراً له عبر مواقفه بشأن سلاح المقاومة وبشأن بعض اللبنانيين، اليوم المطلوب منا جميعاً أن نحافظ على هذا البلد من خلال وحدتنا وقوتنا وارادتنا، المطلوب منا جميعاً ان نقف في وجه العدوان لا أن نبحث كيف نحاسب من وقف في وجه العدوان ومن يقاتل دفاعاً عن أرضه وعرضه وممتلكاته بل يدافع عن كرامة كل اللبنانيين، اليوم العدو الإسرائيلي حينما يستهدف الجنوب والضاحية ولبنان هو يستهدف كل لبناني، الانتماء يجب ان يكون للبنان كل لبنان فإذا تأذى أي لبناني فهذا يصيب كل اللبنانيين، من هنا الدولة اللبنانية مطالبة بالدفاع عن شعبها والدفاع عن أرضها وعن كرامتها وليس هذه اللجنة الخماسية الخارسة أمام الاعتداءات وهي التي تبرر للعدو الصهيوني اعتداءاته، بل المطلوب ان تضغط الدولة اللبنانية وأن تقوم بحركة سياسية كبيرة جدا من أجل اعادة الامور الى نصابها الى القرار ١٧٠١ الذي يحفظ أمن اللبنانيين فهكذا قالوا لنا، كذلك أكدنا أن صوت الفتنة والتفريق هو صوت من أجل خراب لبنان، اليوم المطلوب منا جميعا ان نكون صوتاً للعقل والوحدة والمحبة في لبنان سوريا وفي كل المنطقة، نحن ننطلق من قوله تعالى: وأن هذه امتكم أمة واحدة، تجتمع هذه الامة ففيها السني والشيعي وفيها الصوفي والسلفي، كلنا أبناء هذا الاسلام الذي يجمع الكل وكلنا أبناء العروبة في هذه المنطقة، لذلك لا يجوز اي اختلاف واي كلام تحت اي عنوان مذهبي وطائفي واثني، من هنا اليوم التحديات كبيرة العدو الصهيوني يحقق أطماعه ولا مخرج من ذلك الا بالوحدة الالتفاف حول بعضنا البعض.


