رأي

عندما تضيع البوصلة .. تجد العدو في منزلك (حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوانيوز

 

لم تتجرأ دولة الاحتلال على غزة ولا على لبنان ولا على سورية إلا لأن أحزاب وقوى محلية أضاعت بوصلتها واستبدلت العدو الرئيسي بخصوم محليين….

في غزة، استند العدو في حربه على مواقف متهالكة للسلطة الفلسطينية. فالاخيرة ما زالت تتحدث بحل الدولتين وباتفاقية أوسلو، فيما العدو نفسه تجاوز هذا “العلك” ونسف كل تصور لحل يقوم على القرارات الدولية، ومزق ميثاق الأمم المتحدة من دون أي موقف للدول المكونة لمجلس الأمن!  وبدأ منذ سنوات بناء مستوطنات في الضفة الغربية حتى بلغ تعداد المستثمرين الجدد نحو 800 الف مستوطن.

بقيت غزة وحيدة تنتظر مصيرها القاتم والترحيل الذي عبر عنه دونالد ترامب، ب “طوفان ومن دون طوفان”.  

وفي لبنان جاهرت بعض الأحزاب المسيحية بموقفها المتماهي مع سياسات العدو لاعتبارات تاريخية تتصل برفض العداء لاسرائيل والاستقواء بها من اجل الحماية ومواجهة غالبية اسلامية، جرى استبدالها داخليا بغالبية شيعية!

وتوفر لهذا “التيار” قوى واحزاب ناصرت العداء للمقاومة بحجج وفرها العدو الاسرائيلي، منها سلسلة الاغتيالات والجرائم التي نفذها العدو بين اعوام 2005 لغاية 2011.

أما في سورية فقد نجح التحالف الأميركي- الغربي- التركي – الخليجي بمحاصرة سورية وانهاك شعبها وجيشها ودولتها طوال ٢٤ عاما، بحجة رفض الديكتاتورية الحاكمة، فكانت النتيجة ضياع سورية بين يدي حكم إسلامي متطرف يسهم من خلال ممارساته بوضع سورية على مشرحة التقسيم، كما كان ورد في وعد بلفور المشؤوم. 

خيط واحد يجمع بين هذه الحروب على بلداننا هو المصالح الأميركية. ولما كانت مصالح أنظمة البرجوازية العربية امتدادا للنظام الرأسمالي العالمي، فإن ضرب حركات التحرر واحزابها الوطنية وطوائفها ذات الهوية القومية هدف مباح ومتاح…

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى