حرب غزةسياسة

عندما تصبح “الأونروا” منظمة ارهابية !(نسيب حطيط)

 

د.نسيب حطيط – الحوارنيوز

بعد تمزيق المندوب الإسرائيلي لميثاق الام المتحدة على منبر الأمم المتحدة، أقدم الكيان الاسرائيلي على خطوة، تشكّل سابقة على المستوى الدولي، بإعلان الكنيست بقراءة أولية، تصنيف وكالة غوث اللاجئين “الأونروا” منظمة إرهابية، وهي  الذراع الإنسانية للأمم المتحدة المسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الفلسطينيين منذ احتلال فلسطين عام 1949 ، ضمن خطة لتوسعة حصار غزة الى الجغرافيا الاقليمية واعلان الحرب على كل فلسطيني سواء كان مقيماً داخل فلسطين المحتلة او كان لاجئاً خارج ارضه ويتلقى المساعدات الإنسانية الدولية التي تمنحه صفة “لاجئ “!

ان اعلان الكيان الاسرائيلي لمنظمة الاونروا بانها “إرهابية” تعتبر خطوة خطيرة تتجاوز موضوع المساعدات الإنسانية على اختلاف مستوياتها، للإنتقال الى حرب سياسية وجودية،حيث ان اسقاط صفة اللاجئ عن الفلسطينيين الذين هُجّروا من فلسطين ويسكنون في المخيمات خارج فلسطين المحتلة ، يؤشر لبدء حرب بإلغاء حق العودة للاجئين، وبالتالي الرفض لحل “لدولتين” وبشكل اوضح رفض قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.

ان الرد الاسرائيلي على قرارات محكمة العدل الدولية واعتراف بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية، جاء سريعا ومعلنا عن سابق تصور وتصميم ان هذا الكيان، مدعوما من اميركا ، لا يعترف بالقانون الدولي ولا بالمؤسسات الدولية ولا بالراي العام الدولي ولا بالقوانين الاخلاقية او الإنسانية، وانما يعتمد على الافكار الدينية “التلمودية” المتوحشة وعلى قانون السيطرة الاميركي والاخضاع بالقوة وان القانون الذي تعمل به اميركا واسرائيل هو القانون الذي يؤمن مصالحهما ويفرض سيطرتهما ويصادر كرامات وثروات كل الشعوب والدول المستضعفة .

ان الحرب التي بدأت على غزة، ثم توسّعت الى الضفة الغربية ولبنان واليمن والعراق، لن تتوقف بإعلان وقف إطلاق نار وان حصل فمجرد “هدنة” لالتقاط الأنفاس واعادة تجميع القوى وحشدها باتجاه القضاء على حلم الدولة الفلسطينية.

هذه الحرب بدأت في غزة، لكنها توسعت اقليميا ولن تنتهي الا بغلبة أحد المحورين (الأميركي او المقاوم) او البقاء في حالة التنازع والقتال في “عشرية” دموية قادمة!

إن العدو الإسرائيلي يخوض معركة وجودية ابعد واكبر من قضية استرجاع الاسرى او وقف اطلاق النار، لأن التهديد الذي ظهر من جبهة لبنان على مستوى الامن الاسرائيلي وكذلك في غزة مع الحذر بان يتفجّر في الضفة الغربية، وضع الاحتلال امام مفترق طرق مع اعتقاده باستحالة المساكنة مع الفلسطينيين على ارض فلسطين وان الحرب يجب ان تكون متوحشة وقاتلة ودموية خارج كل اطار قانوني او اخلاقي والمغامرة بهدف  القضاء على المقاومة في غزة ومحوها واعدامها، حتى لو اقتضى الامر الإبادة الجماعية لأهل غزه سواء بالنار الساخنة او بالحصار البارد القاتل!

ان اعلان العدو لوكالة غوث اللاجئين “الأونروا” بأنها منظمة ارهابين بعد منعها وطردها من العمل الانساني في غزة، اعلان صريح بأن هذا الكيان لا يعترف باي قرار دولي وان المراهنة على اي هدنة لا تحميها القوة هو رهان خاطئ وساذج ،لان هذا الكيان لم ينفذ اي اتفاق وقّعه، واستراتيجيته تعتمد  التوقيع واخذ المكاسب وشراء الوقت ،من دون ان يعطي شيئا سوى الوهم والانتظار. وهذا ما فعله في اتفاقيه “أوسلو” منذ العام 1993 وما فعله في القرار 425 في لبنان وما فعله في كل القرارات( 338 و 242 ) التي تؤكد على وجوب انسحابه من الأراضي العربية التي احتلّها عام 1967!

تخوض اميركا حرب الدفاع عن تواجدها ومصالحها في المنطقة، وتخوض اسرائيل حربا وجودية بعد اهتزاز كيانها في الأشهر الثمانية الأخيرة، وهذا ما يؤشر اننا دخلنا في حرب استنزاف طويلة ستحاول اميركا اقتناص الفرص، للانقضاض بشكل ساخن ومتوحش على اعدائها،  وان اقتضى الامر اشعال الساحات التي تشكل خطراً عليها، لمشاغلة القوى التي تقاتل ضد العدو الإسرائيلي، وهذا ما يؤشر الى أشهر ساخنة، لا وجود فيها للقوانين الدولية او الإنسانية الا إذا كانت تُقيّد او تحاصر قوى المقاومة!

لا تعترف اميركا واسرائيل بالمؤسسات الدولية الا إذا كانت تؤمن مصالحها وسلاحا ضد الشعوب المستضعفة…

من يصنّف الاونروا منظمة إرهابية ،هل سيلتزم بعدم اقتحام “رفح”؟

 

ميناء “بايدن”في غزة هو القرارالأول الذي نفّذته إسرائيل وأعلنت “الاونروا” إرهابية واحتلّت معبر رفح؟

وهل سيلتزم بتنفيذ القرار 1701!

لا تترك سلاحك، فلن تحميك الأمم المتحدة ومؤسساتها…

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى