عندما تبيح الاستباحة (حيان حيدر )
بقلم حيّان سليم حيدر- الحوار نيوز
على غرار قواعد ما يسمّى نظامًا عالميًّا جديدًا، وبين الفينة والفينة، يُصْنَع نظام لبناني جديد دائم التحوّل. هو يتحوّل كما يقتضيه الترِنْد Trend اللبناني الفريد، ولأنّه ترِنْدي Trendy، فهو نظام يخرّج مباشرة أفواجًا من اللبنانيين إلى النجومية (التشريعية)، المسؤولين منهم والمسحوقين من افعال المسؤولين على السواء.
والنظام هذا، وأعتذر عن إستخدام هذه الكلمة غير الموفّقة هنا، يرتكز، وعلى مرّ الزمن، على إختراع (أم هو إجتراح) المحظورات والتباري على إفقامها حتى إستعصاء الأمور، ما يسمّى بعاميّة الميكانيكي كَرْبَجَة، وبالتالي عصيان الأمور على أيّ حلّ… وعندها؟
عندها نذهب، راضين مسلّمين مستسلمين، إلى إبتداع حلول تحت مسمّيات “خلّاقة”، كلمة أخرى غير موفّقة، ليس آخرها “الضرورات”. كَأنْ نقول: “الضرورات تبيح المحظورات”. وفعل تبيح هنا هو من جذر أباح يبيح…إلى… إباحي !
هي إذن دورة إباحية كاملة متكاملة لا مناص منها.
ومَن، يا تُرى، إقترح هذا الحلّ/القاعدة؟
يذهب بعض جهابذة القانون والفقه الدستوري إلى الإستناد إلى الدستور الفرنسي ألْمَاقبل الساري حاليًّا… أم هو من عنديّات الفارابي في ما فاضَلَ به في مدينته؟
مع هذا وبعده تصبح المحظورات هي القاعدة والضرورات هي العمل اليومي، أم أنّ الأمر هو بعكس ذلك، لا فرق، وفي النهاية تمسي المحرّمات هي الحلال والأصول أضغاث أحلام.
وما هي مناسبة إستباحة هذه المساحة الكلامية تسألون، وفي هذا الوقت بالذات، علمًا أنّ هذا ما هو عليه النظام أللأخلاقي العالمي القديم / الجديد؟ إذ أنّنا نحن كلّنا مشاركون في إباحة الحلول وإستباحة المحظورات وفي النهاية… في إباحية النظم فالنظام.
لا أعلم لماذا هذا كلّه يعيد التذكير ببيت زجل للشاعر أسعد سعيد:
” لا شايفين باب الخلاص منين
ولا عارفين لوين رح نوصل “
وأختم بنداء: يلّلي شايف باب الخلاص يبلّغ يلّلي ناطر ليوصل !
بيروت، في 9 تموز 2023م. حيّان سليم حيدر