رأيمن هنا نبدأ

عندما تأمر أميركا.. تتوقف الحرب ولا تنتهي !(واصف عواضة)

 

كتب واصف عواضة – خاص الحوارنيوز

 

قال دونالد ترامب كلمته: “يجب أن تتوقف الحرب في غزة قبل تسلمي سلطاتي الدستورية .. وإلاّ !!”..وهكذا توقفت الحرب قبل 24 ساعة العملية الإنتقالية.

كان التهديد في الحقيقة موجها إلى بنيامين نتنياهو وطغمته الحاكمة، وليس إلى حماس كما حاول الرئيس الأميركي المنتخب أن يوحي..فحركة حماس لم تعد تجدي معها التهديدات ،إذ لم يبق في غزة ما تخسره غير كرامتها، على حد قول الشاعر: “فصرت إذا أصابتني سهام/تكسرت النصال على النصال”..وكان ترامب يعرف ذلك!

ثبت أنه عندما تأمر أميركا، تنصاع إسرائيل صاغرة.وهذه القاعدة تنسف مقولة “إن إسرائيل تحكم أميركا”.

مشكلة غزة وحربها الضروس أنها تصادفت مع سنة إنتخابية أميركية،ومع إدارة أميركية لم يشهد تاريخ أميركا مثيلا لها في الكذب والمماطلة والميوعة وقلة الأخلاق .

ومشكلة غزة وحربها الضروس أنها تعاملت مع شخصيات في هذه الإدارة ،بعضهم صهاينة يهود في المولد والعرق،وبعضهم الآخر صهاينة في الفكر ،وهم لم ينكروا ذلك ،من جو بايدن إلى توني بلينكن وجاك سوليفان وجون كيربي وآموس هوكشتاين.

سوف يذكر التاريخ بخجل إدارة جو بايدن التي سمحت بهذه الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني ،وظلت تماطل في وقف هذه الحرب المجنونة كي تحقق إسرائيل أهدافها ،وها هي تودع السلطة ممهورة بخاتم اللعنات التي ستطبع سجل أعضائها.

 

لا يعني هذا أن الإدارة الجديدة بقيادة دونالد ترامب أشرف وأطهر من الإدارة السابقة،ولكنّ أفضلَ الخصوم في السياسة هم الذين يواجهونك بالعداء بشكل مباشر ،فيشتمونك ويصارحونك بنياتهم على رؤوس الأشهاد ،لا أن يظهروا حرصهم وهم يطعنونك في الظهر.فليس صحيحا أن السياسة نقيض للأخلاق.

 

انتهت حرب غزة؟..

 لم تنته !

إنها عملية ربط نزاع ..فالحرب لن تنتهي طالما المشكلة  الفلسطينية تنبض بالحياة ،وطالما التعنت الصهيوني بالغ مداه في إنكار حق الشعب الفلسطيني في أرضه،وطالما الولايات المتحدة تدعم إسرائيل بلا حساب.

إسرائيل ترعد وتتوعد ،وحماس خرجت من تحت الأرض في مشهد هزّ عقول الإسرائيليين وفرائصهم ،واكتشفوا أن حكومتهم وجيشهم يكذبان عليهم وأن أهداف الحرب لم تتحقق.

لم تنته الحرب..كانت جولة غير مسبوقة ،وهي هدنة جديدة تستمر أشهر أو سنوات ،والله أعلم .. ومن يعش ير !!  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى