عما كان يبحث التتار والمغول في بلادنا ؟(أحمد عياش)
د. أحمد عياش – الحوارنيوز
ماذا كان يبحث المغول والتتار في بلادنا حتى تجمعت قبائلهم في القارة الصفراء وحضروا .
لا القدس تعنيهم لا كنيسة القيامة ولا المسجد الاقصى. لم تكن نساء العرب معروفات للعالم بجمالهن ولا كان في بلادنا نفط او غاز او مناجم ذهب او الماس، حتى لم تكن بلادنا بلاد الغابات لقطع الاشجار، ولم يكن عندنا غير الصحاري و كثير من الشعر والملاحم عن البطولات و عن الانهار والجنة.
لو كانت النساء الجميلات متوفرات لدينا لم يكن الوعد الالهي بحوريات، ولو كانت الينابيع والانهار والرخاء متوفرين بكثرة، لم يكن الوعد الالهي بانهار من خمر وبانهار من لبن وبانهار من عسل.
لماذا جاءنا المغول والتتار وعما كانوا يبحثون. لم يخلفوا من بعدهم غير الدمار والخراب والنار وتلال من الجماجم ورعب رجال متوحشين يبقر الواحد منهم بطون العشرات من الرجال بلا مقاومة و بلا احتجاج.
ماذا كان يريد التتار والمغول من بلادنا واجدادنا منشغلون بالدفاع عن القدس من اهوال حملات الصليبيين الاتين بنساء شقراوات وعيون زرقاء.
ربما لان التتار والمغول غير جميلي الوجه والجسد.
ربما قرروا تحسين النسل.
الا انهم حضروا على جيادهم ومشيا على الاقدام،يحرقون بغداد ويدوسون بحوافر الاحصنة خليفة لُفَّ بسجادة كي لا يلمس دمه النازف الارض فتحل عليهم لعنة الاساطير…
كانوا يخافون اللعنة ان مس دم الخليفة التراب، ولم يكن يعنيهم ان ينهبوا بلادا تعيسة او ان يهابوا ثأر المسلمين والعرب.
قالوا ان حاكم مدينة اوتارا المسلم اعدم تجارا تترا فتسبب بالحرب.
قالوا ان حاكم خوارزم اعدم رسلا للمغول فكانت الحرب.
قالوا ان المغولي والتتري انما نفذوا حكم الرب كعقاب الهي جماعي لبلاد العرب والمسلمين.
الا ان التتار وصلوا موسكو ،الا ان المغول احتلوا بلادا لغير المسلمين والعرب.
ماذا كان يريد التتار والمغول قبل الاستعمار والانتداب والامبريالية؟
ربما هو السبب نفسه الذي كتبنا عنه عندما تحدثنا عن الاسكندر المقدوني.
هو السبب نفسه الذي جعل من فيلسوف كأرسطو يجهز جواد تلميذه الاسكندر قبل الانطلاق لغزو العالم القديم.
العدوانية والبطولة الوهمية والوهم القاتل والشخصية المريضة وراء كل حرب.
عندما انطلق المسلمون فاتحين كانوا يبررون حروبهم بنشر الدعوة الاسلامية.
عندما غزا الصليبيون بلادنا برروا حروبهم باعادة السيطرة على كنيسة القيامة.
عندما احتلت فرنسا وبريطانيا وبلجيكا واسبانيا والبرتغال بلادا واسعة في العالم ،برروا حروبهم بنشر حضارة ارقى من توحش الهنود الحمر في امريكا ومن توحش الهنود في الهند ومن توحش الهنود السود في افريقيا ومن توحش الهنود العرب في بلادنا.
ماذا كان يريد المغول والتتار؟
لماذا حضروا؟
هل النهب وحده كان السبب؟
تيموجين قبل وبعد ان يصبح جنكيزخان كان لا يتكلم الا حِكماً وامثالا وانسانيات كأنه نبي لا رسول.
رسول غير معترف به.
ربما ارسله الزمن لا الربّ.
لماذا نحترم الاسكندر المقدوني ونحتقر جنكيزخان؟.
و رغم كل شيء.
و رغم الآخ والآه والانين،كأننا بحاجة لتتر ولمغول يعيدون العالم الى رشده.
كان الامل بداعش كبيرا ان تمحي حدودا وان تقلب طاولات كثيرة وان تعيد كتابة التاريخ من جديد بلا حاجة لمثليين ولذكاء اصطناعي ولتكنولوجيا ولتاتو ولبوتكس ولفيلر.
ماذا كان يريد التتار والمغول؟
بكل الاحوال تحية للقائدين قطز وبيبرس ولو ان الثاني عاد فقتل الاول غدرا.
لا فرق بين تتار ومغول ومقدونيين وعربا وتركمانا ومسلمين ونصارى ويهودا وامريكان وانجليز وروس والمان، الا بمن يملك القوة والعدوانية والتوحش إن تمكن وإن سيطر وإن حكم.
كلنا تتار وكلنا مغول.
بيبرس عاد فقتل صديقه قطز في دولة المماليك والعثمانيين كالامويين وكالعباسيين قتل الاب ابناءه وقتل الاخ اخاه.
لم يتغير شيء مذ قابيل طعن هابيل ثم بكاه.
ابطال الرثاء.
لا وجود للخير خارج تسوية بين الاشرار.
المجد للاشرار محركي التاريخ وناشري الخبر العاجل المضاد للإكتئاب. .
العار للمسالمين ولفلاسفة المحبة الذين ينشرون السأم والضجر للانسانية.
كل الاكتئاب هنا في فرنسا ان لا خبر عاجلا يفرض نفسه كل يوم لنتحدث عنه ولنقلق، لذلك نتابع اخبار لبنان وان لم يكن هناك من خبر مقلق نقفز لنبحث عن خبر عاجل في فلسطين.
عن ماذا سنحكي إن نحن حررنا فلسطين!؟
نحن بحاجة للقلق لنشعر بوجودنا.
أننا في العمر لا في الزمن.
وختاما ماذا كان يريد التتار والمغول غير الجلوس معي على تنكة نيدو جميلة ومرتبة تحت شجرة الحور المحررة في ساحة فيكتور هيغو في غرينوبل .
اهلا بالتتار وعذرا يا مغول.
والله اعلم.