على مشارف عينيكِ
على مشارفِ عينيكِ
وقف زحفُ جيوشي
تسمَّرت في أمكنتها
لكأن على رؤوسها الطيرُ
لا تبالي بأوامرٍ
لا تعبأ بِصَرَخاتٍ
لا ينفع معها أي دفعٍ
أو أي نداء…
على مشارف عينيكِ
لُجمت حاملاتُ طائراتي
عُطِّلت بوارجي وآلياتي
قاذفاتي وكل رامياتي
دفاعاتي ووسائط اتصالاتي
وحداتُ نُخبتي ومغاويري
كل مُقاتِلِيَّ ومُشاتي
لم تعد تفي لي
بأي ولاء….
على مشارف عينيكِ
شُدِهَ كل جنودي
سُحِرَ كل جنودي
أُسِرَ كل جنودي
مستشارين
قادةً
أعواناً
ضُبَّاطاً
صفوف ضباطٍ
أفراداً
ورتباء…
على مشارف عينيكِ
أَعلنتُ هزيمتي
وأصابني الإعياء
لم يعد لي من حَوْلٍ ولا قوةٍ
أصبحتُ وحيداً أعزلَ إلا
من بعض رجاء
فعسى أن تعطفَ عيناك
على قائدٍ أتى غازياً
فشُلْ
كان عزيزاً بين قومه
فأُذِلْ
وقوانينُ الحربِ يا سيدتي
توصي بأحسنِ معاملةٍ
للأسرى السجناء…
على مشارف عينيكِ
تحطَّمَت كل الأشياء
فذا جبروتٌ
قد عُفِّر بالترابِ
وذا أَنَفٌ مَرَّغته الوحولُ
وجُرِّدت كل الحنايا
من كثيرِ ما كان لديها
من كبرياء
ولم يعد بيدي سوى قلمٍ
يخُطُّ كلماتِ استرحامٍ خجولةٍ
يكادُ يقتلها الحياء…
على مشارف عينيكِ
لا يُجدي شيءٌ نفعاً
فالأمكنة تحجَّرت
والأزمنة تهشَّمَت
وكل ما يدور في بالي
كل ما يسري في داخلي
بِضعُ خواطِرَ
صمَّاءُ…خرساءُ…
عمياءُ…بكماء….
على مشارف عينيكِ
كلي مهزومٌ يا سيدتي
كلي محتضرٌ يا قاتلتي
فحباً بالله أريحي ألمي
أطلقيها رصاصةَ رحمةٍ
إغرسيها عميقاً
في خافق الأحشاء…