كتب أكرم بزي:
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: "أحمق الناس من يمنع البر ويطلب الشكر، ويفعل الشر ويتوقع ثواب الخير"…
وعن عيسى بن مريم عليهما السلام قال: "داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله، وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله، وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله، وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه"…
ويقول ابن الأعرابي: "الحماقة مأخوذة من حمقت السوق إذا كسدت، فكأنه كاسد العقل والرأي فلا يشاور ولا يلتفت إليه في أمر حرب، وبها سمي الرجل أحمق لأنه لا يميز كلامه من رعونته".
مدير شركة غوغل ساندار بيتشاي، وفي جلسة استماع له أمام (المصدر BBC )، ارتبط البحث عن كلمة "أحمق" في محرك البحث الشهير غوغل بصورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ بحث المستخدمون عن الكلمة أكثر من مليون مرة. وسأله أعضاء مجلس النواب الأمريكي فقال: إن كلمة "أحمق" هي الآن أكثر كلمات البحث رواجا في الولايات المتحدة. وطرحت عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري، زوي لوفغرين، سؤالا: "لماذا يعطي البحث عن كلمة "أحمق" صورا من بينها صورة الرئيس ترامب"؟
كيف يحدث هذا، وكيف تتم عملية البحث؟.
أجاب بيتشاي أن البحث في غوغل يعتمد على المليارات من الكلمات المفتاحية تترتب على أساس عوامل كثيرة، من بينها العلاقة في ما بينها وتكرارها في النصوص المنشورة على الانترنت. "أي أن كلمة أحمق مرادفة لصورة الرئيس ترامب".
وقد تبين العلاقة بين كلمة "أحمق" والرئيس ترامب في غوغل مطلع هذا العام. ويعتقد البعض أن المحتجين البريطانيين رفعوا أغنية "الأحمق الأمريكي" في قائمة الأغاني الأكثر رواجا في البلاد، خلال زيارة ترامب لبريطانيا في يوليو/ تموز، وهو ما عزز الارتباط بين كلمة "أحمق" والرئيس الأمريكي على الانترنت.
وفي الصحافة ووسائل الإعلام الأميركية، ومنذ ما قبل انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، وثّق الإعلام الاميركي عشرة آلاف كذبة بشكل رسمي لـ "ترامب". أي من البديهي أن يطلق عليه إسم "الرئيس الكذاب". وفي تقرير لـ صحيفة "الأنباط": أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب 13 ألفا و 435 كذبة، بما يعادل 22 كذبة في اليوم، منذ وصوله إلى البيت الأبيض رسميا في السابع عشر من يناير من العام 2017، وفقا للتحليل الذي أجرته قاعدة بيانات ” فاكت تشيكر” التابعة لصحيفة "واشنطن بوست” الأمريكية، والمتخصصة في تحليل وتصنيف وتتبع كل بيان صادر عن ترامب. وأظهر التحليل أن قرابة خُمس الأقاويل الكاذبة التي تفوه بها ترامب كانت تتعلق بالهجرة، وهو المعدل الذي تنامى منذ غلق الحكومة الفيدرالية بشكل مؤقت على خلفية رفض الكونغرس تمويل مشروع ترامب الخاص ببناء جدار حدودي بين أمريكا والمكسيك.
فبالإضافة إلى "الأحمق"، و"الكذّاب"، أو "كاذب"، أيضاً تضج الصحافة الاميركية والإعلام الأميركي عن فضائح الرئيس ترامب عن تهربه من دفع الضرائب المتوجبة عليه من قبل أن يكون رئيساً للولايات المتحدة ولغاية الآن: فبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية "أنها حصلت على سجلّات ضرائب ترامب وشركاته خلال عقدين فتبين أنه لم يدفع ترامب أي ضرائب عن عشرة أعوام من الأعوام الـ15 الماضية.
وتكشف السجلات "خسائر مزمنة وسنوات من التهرب الضريبي". وواجه ترامب دعاوى قضائية بعدما رفض الكشف عن وثائق متعلقة بثروته وأعماله. وهو أول رئيس منذ السبعينيات لا يكشف عن إقراراته الضريبية، على الرغم من أن القانون لا يلزمه بذلك. وقالت "نيويورك تايمز" إن المعلومات الواردة في تقريرها "قُدّمت من مصادر لها حق قانوني في الاطلاع عليها".
وبهذا التقرير يمكننا القول وبكل صراحة وبلا أي تردد أن رئيس أعظم وأقوى دولة في العالم "أحمق وكاذب ولص".
الإعلام العالمي برمته مشغول على صحة هذا "الاحمٌق" الذي أعلن أنه أصيب بفايروس "الكورونا". نعم قد يكون مبرراً لهم، فهذا الرئيس ليس من المستبعد أن يرتكب حماقات قد تشعل العالم في الأماكن الملتهبة أو الساكنة، فمن كان يتوقع أن يقدم بكل صلافة وتبجح على جعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ومن كان يتوقع أن يرتكب حماقة قتل الفريق قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس رحمهما الله بهذه الطريقة البشعة؟
وفي ما يلي أخطر 10 قرارات اتخذها الرئيس دونالد ترامب من بداية تسلمه الرئاسة لغاية الآن:
* في أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2016، كسر ترامب، حين كان رئيسا منتخبا، البروتوكول المعمول به في الولايات المتحدة، حين قبل اتصالًا هاتفيًا من رئيسة تايوان، تساي إينغ وين، هنأته خلاله بفوزه بالرئاسة، وكان ذلك الاتصال هو الأول بين رئيسين للولايات المتحدة وتايوان منذ عام 1979، وهي الخطوة التي أغضبت الصين التي تعتبر تايوان إقليمًا منشقًا عنها، قبل أن يسارع ترامب لاحقًا بتهدئة غضب بكين من خلال تشديده على أن النظام الشيوعي في بكين هو الحكومة الشرعية.
* في 23 يناير/ كانون الثاني، أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ، وهو اتفاق تجارة حرة متعدد الأطراف يهدف إلى زيادة تحرر اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ووصف خطوته تلك بأنها "شيء عظيم لصالح العامل الأمريكي".
* في اليوم نفسه (23 يناير/ كانون الثاني) أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيعيد التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) مع المكسيك وكندا التي تعود لعام 1994. وأرجع ترامب تلك الخطوة إلى "منع الشركات الأمريكية من نقل مصانعها إلى الدول المجاورة وخاصة المكسيك"، واصفًا تلك التحركات بأنها تقوض فرص العمل للأمريكيين، ولوّح ترامب بالانسحاب من الاتفاقية.
* أصدر ترامب أمرًا تنفيذيًا بمنع مواطني 8 دول، بينها 6 ذات أغلبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة، وأوقفت محاكم فيدرالية ذلك الأمر، بينما وافقت المحكمة العليا على نسخة معدلة للقرار شملت قائمة من الدول هي إيران وليبيا وسوريا واليمن والصومال وتشاد.
* في أول اجتماع له مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مايو/ أيار الماضي، انتقد ترامب "نقص التمويل" الذي يعانيه الحلف، ولم يعلن صراحة تصديقه على المادة التي تنص على الدفاع المتبادل بين أعضاء الحلف.وجاء ذلك التغير في موقف ترامب بعد أن قال قادة الناتو الآخرون إنهم مستعدون للحفاظ على التحالف حتى دون دعم الولايات المتحدة.
* أمر ترامب في يونيو/ حزيران حكومته بالانسحاب من اتفاق باريس بشأن المناخ الذي وقع عليه سلفه باراك أوباما، ويطالب هذا الاتفاق الموقع في باريس عام 2015، الولايات المتحدة وغيرها من الدول بالحد من انبعاثات الكربون في الهواء، للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
* في أغسطس/ آب، اشتبك في حرب كلامية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، ما أثار مخاوف دولية بإمكانية اندلاع صراع كارثي. وبعد أن هددت كوريا الشمالية بقصف جزيرة غوام الأمريكية، توعدها ترامب بـ "النار والغضب اللذين لم تشهدهما من قبل". كما تبادل ترامب الإهانات الشخصية مع زعيم كوريا الشمالية حيث وصفه بـ"الرجل الصاروخ" و"جرو مريض"، بينما كان يصف كيم ترامب بأنه "يخرِف".
* في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، رفض ترامب الإقرار بأن إيران تلتزم بالاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع 6 دول من القوى العالمية (أمريكا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة) الذي تم بمقتضاه رفع العقوبات عن إيران مقابل الحد من أنشطة برنامجها النووي. ونددت الدول الأخرى التي وقعت على الاتفاق مع إيران بخطوة ترامب وقالت إنها ستظل تلتزم به.
* في 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلن ترامب اعتراف بلاده رسميًا بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، ما أثار غضبًا عربيًا وإسلاميًا، وقلقًا وتحذيرات دولية. وواجهت الولايات المتحدة مجددًا عزلة دولية بهذا القرار، حيث أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 21 من الشهر ذاته،، قرارًا بأغلبية ساحقة ترفض قرار ترامب بخصوص القدس.
* وصف ترامب الصين وروسيا في تقرير استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الصادر في منتصف ديسمبر/كانون الأول بأنهما "منافسين" للمصلحة الأمريكية، وقال إن البلدين يسعيان إلى "تحدي سلطة ونفوذ ومصالح الولايات المتحدة" و"تقويض أمن وازدهار الأمريكيين".
هذا غيض من فيض، ناهيك عن طريقة تعاطيه الفاضحة مع وباء "كورونا" وعدد الاصابات والوفيات في أميركا والتي بلغت 7 ملايين اصابة والوفيات 208 آلاف وفية، نتيجة عدم الاكتراث لخطورة هذا الوباء حتى تعرض هو على ما قيل بهذا الفايروس القاتل، وبدأت الأحاديث حول مرض أقوى رئيس دولة في العالم واهتزت اسعار البورصة في العالم، وتكاثرت التقارير الاقتصادية حول هبوط الأسعار وارتفاعها بين منطقة وأخرى، والمضحك المبكي في آن أن هذا الرجل ينتظره العالم أجمع وتتغير حالاتهم الانفعالية كلما ارتفعت وانخفضت حرارة "الأحمق". مع العلم أنه أكثر رئيس دولة عامل العالم بإزدراء مطلق إن كان مع حلفائه او خصومه السياسيين، وبالرغم من معارضة معظم دول العالم لسياسته الخارجية والداخلية على السواء إلا أن الاهتمام بصحته سيد الأخبار.
حذار من الوثوق بأي موظف لدى الإدارة الأميركية خاصة في عهد ترامب، فقد برهن اعلاه على عدم أهليته والثقة به بأي شكل من الأشكال، فكيف إذا كان الآن موضوع ترسيم الحدود البرية والبحرية بالإضافة الى العقوبات التي فرضها على لبنان وقانون قيصر والضغط المتصاعد على اللبنانيين كافة دون استثناء. فالرئيس دونالد ترامب قال عن اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني بأنه "اتفاق تاريخي" ونفس التوصيف اطلقه على اتفاقات التطبيع التي حصلت مع الدول العربية المطبعة أخيراً، مع العلم ان هذا الاتفاق هو فقط لترسيم الحدود، والتي هي مرسّمة أصلا انما هناك اختلاف على 13 نقطة فقط، فهل يستحق كل هذا العناء، وهل يستحق هذا الأحمق هذه الهدية، وهل يمكن اعتباره وسيطاً وشريفاً وعادلاً بعد كل الذي ذكرناه اعلاه؟ وهذا "الاتفاق" الآن وبعد كل هذه الضغوط وفي ذروة العدوانية الأميركية وتبنيها لكل الاطماع الصهيونية على لبنان، قبل الانتخابات الأميركية المقبلة، ألم يكن بالإمكان الانتظار لما بعد الانتخابات وظهور النتائج؟
سؤال بديهي ولا بد أن أصحاب القرار في هذا البلد "العجائبي" أن يكون لديهم الجواب.