رأيصحف

عصا موسى التي تقود أميركا(نبيه البرجي) 

عصا موسى التي تقود أميركا(نبيه البرجي)

 

الحوارنيوز – خاص

 

تحت هذا العنوان كتب نبيه البرجي في الديار يقول:

 

من ينبش قبر مظفّر النواب ليقول ثانية، وفي هذه اللحظة، “ان أكبر فضيحة بشرية (أم فضيحة الهية؟) ظهرت على سطح الأرض، ومنذ آدم وحتى الآن، هم… العرب”.

كفانا سذاجة، وكفانا بداوة، وكفانا خداع للذات. ما هي اسرائيل، وما هي امكاناتها الأسطورية لتنثر جثثنا هكذا من بيروت والى صنعاء، ومن دمشق الى الدوحة، ومن غزة الى الضفة. هذا ليس مجنون أورشليم وانما مجنون واشنطن الذي يريد تحويل الشرق الأوسط الى مقبرة لأهله، والى فردوس لأغنياء الدنيا، وغانيات الدنيا.

كلنا دول، شعوب، من الخزف، بما في ذلك ايران وتركيا، ان لم نتحول الى دول نووية. تصوروا أن يكون هذا كلام صحيفة “عكاظ” السعودية، أي كلام قصر اليمامة، لكن الأميركيين، وبضغط من اللوبي اليهودي، يحولون دون تلبية طلب ولي العهد السعودي ببناء مفاعل في المملكة لكي يبقى العرب خارج الزمن النووي (وهم باقون). لامجال للرهان على روسيا، أو على الصين. أي خطوة من هذا القبيل، خارج الحظيرة الأميركية، تعني الانتحار.

ولكن أليس هناك من وسيلة لشراء القنبلة. السعوديون ساهموا، بـ400 مليون دولار في بناء قنبلة ذو الفقار علي بوتو (الذي ما لبث أن قضى شنقاً بسبب هذه القنبلة). ثم ان ما يدعى بـ “سوق الأشباح” جاهز لنقل القنبلة من بيونغ ـ يانغ الى أي دولة في المنطقة. المشكلة أن الأميركيين، والاسرائيليين، موجودون، منذ عقود، في غرف نومنا، وتحت ثيابنا.

الايرانيون حاولوا. لكنهم، بما يثير الذهول، كانوا يستعرضون أمام الملأ كل خطوة يقومون بها ان في مجال تنضيد اليورانيوم أو في مجال انتاج أجهزة الطرد المركزي، خلافاً لم فعلته أي دولة أخرى، بما في ذلك اسرائيل، وكوريا الشمالية. استبقاء ذلك في الظلام الدامس الى اللحظة المناسبة، فكان أن تحول البرنامج النووي الايراني الى بضاعة للتجاذب الديبلوماسي قبل أن تدمره الطائرات الأميركية، مثلما دمرت الطائرات الاسرائيلية المجمع النووي العراقي قرب بغداد في 7 حزيران 1981.

الخبراء يعتبرون أن تركيا هي الدولة الأكثر أهلية في المنطقة لصناعة القنبلة. انها الدولة العضو في الأطلسي، وحيث توجد في مستودعات قاعدة انجرليك 50 قنبلة نووية منذ الحقبة السوفياتية، كما أنها تتقن مراقصة الأميركيين والروس لامتلاكها مفاتيح البحر الأسود، ناهيك عن وجودها العسكري، ولمصلحة الأميركيين، في كل من سوريا، وقطر، وليبيا. لكن العين الاسرائيلية الحمراء تتركز الآن على الدور التركي، وعلى الخطوات التي حققتها في مجال التكنولوجيا العسكرية. لا تل أبيب، ولا واشنطن، يمكن أن تقبلا بقنبلة نووية في يد رجل يحاول، بكل الوسائل، اعادة احياء السلطنة العثمانية.

اذاً من المستحيل على كل بلدان المحيط الخروج من قبضة بنيامين نتنياهو أكان”الصبي الأميركي” أم “الملك اليهودي”، مع ادراكنا مدى تغلغل المؤسسة اليهودية في الاستبلشمانت أو في مفاصل الدولة العميقة، والى الحد الذي حمل السناتور وليم أولبرايت على القول، قبل وفاته عام 1995، “لعل عصا موسى هي التي تقود أميركا”.

رئيس الحكومة الاسرائيلية فاخر، في كلمة له أمام الكونغرس، بأنه هو من ورث عصا موسى، لا ليشق فيها البحار فقط، كذلك الأجواء والأراضي. من هنا ثقته باقامة “اسرائيل الكبرى”. لا بأس أن يكون ذلك على جثث العرب. أين أميركا في هذه الحال؟ ترامب أقرّ ضمناً بأنه أحيط علماً بالغارة الاسرائيلية على قطر. بدل أن يتصل بنتنياهو مباشرة، قال بالحرف الواحد “لقد وجهت مبعوثي الى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لابلاغ الجانب القطري بالهجوم الاسرائيلي. لكن التحذير جاء متأخراً مع الأسف”. هل ثمة من كلام أكثر خداعاً من هذا الكلام؟ في تلك اللحظة كان عليه أن يبلغ نتنياهو بوقف الهجوم لا ابلاغ قطر به. لكننا دائماً أمام هذا النوع من الكوميديا الأميركية.

 

 

ثم أين المحطات الرادارية، والمنظومات الدفاعية، في قاعدة “العديد”، وهي أكبر قاعدة جوية أميركية في العالم، خارج الأراضي الأميركية، كما يوجد فيها مقر القيادة المركزية، لتصد الهجوم على الدوحة القريبة جداً منها؟

دائمأً نسأل الى اين يمكن أن يصل هذا الجنون الأميركي بأميركا؟ والى أين يمكن أن يصل هذا الجنون الاسرائيلي باسرائيل ؟ لنتذكر أن الحفاة في فيتنام واجهوا الأرمادا الأميركية وهزموها، وهم ينتعلون أحذية القش، ويؤدون “رقصة الأسد” التي تطرد الأرواح الشريرة، حول القاذفات العملاقة “بي ـ 52” التي كان يتم اسقاط واحدة منها يومياً في السنة الأخيرة للحرب. كما أن الأفغان، الخارجين، للتو، من الكهوف، أخرجوا الأميركيين من بلادهم على وقع الأنشودة الدينية “في كل يوم للجنان قوافل”.

هنا الدوحة، بقنواتها المفتوحة على مصراعيها مع اسرائيل، لا غزة التي انطلقت منها عملية “طوفان الأقصى”، وحيث مشروع الترحيل الذي تم الاتفاق عليه مع أميركا، من أجل توسيع مساحة اسرائيل، في ما تبقى من فلسطين، وفي سوريا، وربما في لبنان أيضاً…

ما علينا الا أن نبقى الدمى الغبية ان حول الهيكل أو حول البيت الأبيض!!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى