عصافير الجليل بين شيرين وحكمت الأمين(مريانا أمين)
مريانا أمين- باريس- الحوارنيوز- خاص
ليس غريبا أن يتصرّف الاحتلال دائما بهمجية.
تعود بي الذاكرة إلى مواقف مماثلة حصلت في وطني وفي جبل عامل تحديدا الذي عانى أموراً مشابهة قبل التحرير.
لا عجب من وضع شروط على جنازة المظلومة شيرين أبو عاقلة وقمع وعرقلة أحبابها المسالمين فقط لأنهم يريدون إيصال الجنازة إلى المقبرة لدفنها بطريقة تلائم شهادتها ..
لا شك أن لأعلام فلسطين في القدس المحتلة( المهودة) دلالات كبيرة وصفحة جديدة من صفحات المدينة المقاومة وإعادة التأكيد على هويتها الثابتة ثبات شعب فلسطين…
مشهد المواجهة البطولية اليوم، ذكرني بمشهد تشييع الدكتور حكمت الأمين، عايشته في طفولتي.
لا فرق بين ما شاهدناه في طفولتنا وما يحدث في فلسطين لأن العدو واحد والظلم واحد والتصرفات الهوجاء واحدة؛ فمن اغتصب فلسطين هو نفسه من اغتصب الجنوب؛ ولا ننسى وقت استشهد طبيب الفقراء الدكتور حكمت الأمين الذي مضى على استشهاده اكثر من ثلاثين عاما؛
وجاء محبوه حاملين نعشه وأنعاش رفاق له… دموع الوداع الاخير تنهمر حزنا على مناضل جرى اغتياله غدرا مع رفاقه بواسطة غارة غادرة على مكان اجتماعهم في بلدة الرملية الشوفية في سياق مواجهة بين الخير والشر.. بين الاحتلال ومقاومته.
كان لحضورهم ولأصواتهم معنى الكرامة والعزّة.
منعهم العدو من تشييع الجنازة فكان الرصاص ينهمر فوق روؤسهم كالمطر ثم قطعوا الطريق التي تؤدي إلى مدافن قرية كفررمان بوابل من الرصاص؛ وغيره كثيرون حُرموا الدفن في قريتهم، ليدفنوا في القرى المجاورة..
فالدكتور الأمين نتذكره في كل مرة يعدم فيها من أمتلك عقيدة انسانية شاملة كالشهيدة شيرين..
أما نحن!
فانظروا لنور الحب في اعماقنا
يهزم الليل
ويجتاح الظلام
إنظروا للوفاء
لمن رووا بدمائهم
جذور السنديانة الحمراء
كانوا هنا!
مناضلون، أطباء
جريمتهم أنهم انسانيون
غابوا وتركوا ما بنوه
لينصفهم التاريخ
ولن تذهب تضحياتهم هباء
لنا الفخر والاعتزاز بهم
ولهم المجد والخلود
ووردة.