عرقجي ينتزع البطولة من فم الحكمة:أهدي الفوز لشهداء جنوب لبنان وفلسطين (اسماعيل حيدر)
كتب اسماعيل حيدر – الحوارنيوز
يختصر وائل عرقجي كل الحكاية، يخطف الرهيب الفوز من فم الحكمة.. ثلاثية في الثانيتين الأخيرتين قلبت الموازين ومنحت الرياضي لقب بطولة وصل والتأهل الى اسيا بعد فوزه (100ـ90)..
هي لعبة السلة الممزوجة بلهب المعاناة، تفصل حالة من التعصب الأعمى بين معسكرين معروفين، ينقسم طائفيا وبشكل عامودي، ويشكل إنموذجا لإثبات الوجود والسيطرة المعنوية والفطرية ولو من زاوية رياضية..
الرياضي والحكمة منافسة متجددة بقالب متعصب، يحمل في طياته البغض والكراهية، ويظهر في الواقع عقلية الجمهور الذي يتنامى بفكره وميولهه.. بعصبيته وبغرائزه التي تترجم داخل القاعات..
في المنارة يهتف الجمهور ليترجم ميوله بكل الطرق، وفي غزير لا يختلف الوضع لأن أنصار الحكمة يردون بنفس الطريقة وبهتافات مؤذية تشبه الذي يتردد في قاعة النادي الرياضي..
نحن امام صراع متجدد رغم ان الغريمين التقليدين يتنازعان على الألقاب، حتى السياسيين أنفسهم في معسكرين مختلفين يؤازرون بروح الولاء للطائفة والمذهب..
إحتضنت الدوحة ما تبقى من بطولة وصل وحكمت النتائج على الرياضي والحكمة ان يلعبا النهائي، بروح الثأر وإعلاء شأن الطائفة، وواكب اللبنانيون الحدث وهم يتابعون بأعصابهم اللقاء يتقدم الرياضي ويعود الحكمة من بعيد وتصل اللقمة لحلق الحكماويين الذين تقدموا قبل 16 ثانية(73ـ77)، الى ان خرج الرهيب عن طوعه ورتابته طيلة المباراة فانتزع التعادل..
وكان الوقت الأصلي (79ـ79)، ليفصل بين الغرائز المتبعثرة على مدرجات صالة الدوحة، جمهوران يلتفان بأعلام الفريقين. وحده وائل عرقجي حمل العلم اللبناني، كتعبير وطني ينم عن أصالة اللاعب الذي فعل مع منتخب لبنان ما لم يفعله لاعب في التاريخ..
مهما قلنا في اللقاء فانه يبقى ضمن النزاع على إثبات الوجود والسيطرة المطلقة على مشاعر جمهوره..
فعلها الرهيب وخطف اللقمة من حلق الحكمة وبها عاشت بيروت فرحة الفوز، وإحتفلت الطائفة التي تقف خلف بطل لبنان بكل جوارحها، وأحنى من يساند الحكمة رأسه تألما لأن الغلبة تصنع المعجزات حتى ولو ان اللاعبين أنفسهم كانوا دائما يمنون النفس بتحقيقها…
لف العرقجي عنقه بعلم لبنان وبالكوفية الفلسطينية وقال: اهدي الفوز لشهداء جنوب لبنان وفلسطين”، وهو لم يكن ليقوله اي لاعب من الحكمة لو حقق الفوز. اليس ذلك دليلا على الإنقسام الطائفي في السلة الذي يشبه حالة السياسين في لبنان..
أحسنت حضرة الرهيب وإهداؤك هذا سيبقى وساما على صدور اللبنانيين والعروبيين برمتهم..