كتب محمد هاني شقير
بعيدًا من السياسة وهمومها، يشهد لبنان بعد غدٍ السبت عرسًا كرويًا ينغصه غياب الجمهور بسبب جائحة كورونا.
يلتقي الناديان الأكثر شهرةً وجماهيرية في لبنان ،النجمة والانصار، على ملعب فؤاد شهاب في جونية.
تكتسي هذه المباراة أهمية استثنائيةً لكونها ستُتوج بطلاً جديدا للبنان، وهي مباراة العمر لكلا الفريقين. فالأنصار الخارج من فوزٍ عزيز على فريق الساحل يتقدم فريق النجمة بنقطتين، وهو يستفيد من فرصتين؛ التعادل والفوز. فيما النجمة خارج من تعادل مع الأخاء الأهلي عاليه، وهو الذي كان متساويًا مع الأنصار نقاطا ،ولكنه متقدما بافضلية المواجهات المباشرة، لكنه بتعادله أصبح متأخرًا بنقطتين فتحتم عليه، ليظفر بكأس بطولة لبنان، أن يفوز بمباراته هذه ولا شيء غير الفوز.
في هذا الوقت، تشهد وسائل التواصل الاجتماعي، العالم الافتراضي، واحدة من أجمل المواجهات الحماسية بين جمهور الفريقين؛ ويستعمل المشاركون بهذه الحملة الاعلامية جميع أسلحتهم الدعائية والنفسية للنيل من عزيمة الخصم. وفي واحدة من تلك المواجهات نشر جمهور النجمة خبرًا جاء فيه: “اكد مصدر نجماوي مسؤول ان المكافآت المرصودة من قبل إدارة النادي للاعبي فريقها في حال الفوز على فريق الانصار وإحراز اللقب ، ستكون غير مسبوقة وانها تصل لحدود المليار ليرة لبنانية، ستوزع على اللاعبين بواقع خمسين مليون ليرة لكل لاعب ، وان هذه المكافأة التي تعتبر الاكبر في لبنان بالعملة المحلية، ستكون من أعضاء مجلس الإدارة فقط، وبالطبع سيضاف اليها الكثير من المكافآت التي سيتبرع بها جمهور النادي ، والتي قد تلامس ربما نفس المبلغ المقدم من الإدارة، وبالتالي فإن المكافأة ستكون الاكبر والاعلى في تاريخ كرة القدم اللبنانية ولم يسبق ان دفعها اي فريق من قبل.”
ويترافق هذا التجييش الرياضي الجميل مع تلوّن صفحات الفايسبوك تحديدًا بأعلام وفيديوهات قصيرة تروّج للفريقين، ويشهد في هذا السياق لحماسة مفرطة وجامحة تنتاب جمهور النجمة خصوصًا الذي يتعطش للفوز بهذه الكأس بعد غياب طويل عن خزائنه.
بالمقابل يبدو الانصاريون أقل حماسةٍ في العالم الافتراضي، ولكنهم يقولون من يضحك أخيرا هو من سيتسيد هذا العالم لأيام طويلة. ويؤكدون أن فريقهم على قدر الآمال المعلقة عليه، متوقعين خوضهم مباراة العمر ضد غريمهم التقليدي، ويرفضون الحديث عن النوم على حرير التعادل، ويعتبرون أن هذه الأفضلية تنعكس سلبا على أداء الفريق، لذلك لا بد من المواجهة تحت شعار الفوز ولا شيء غيره يضمن الرابعة عشرة في خزائن النادي المتعطش هو الأحق لبطولة غاب عنها طويلاً.
اعتبارًا من الساعة السادسة من مساء يوم السبت ستتحول شوارع لبنان الى اعراس كرنفالية تحييها جماهير الفريق الفائز بالمباراة التي تبدأ الساعة الرابعة عصرًا وتنقل مباشرةً على شاشة قناة MTV.
تشكل هذه المباراة بين ناديي النجمة والانصار، فسحةً جديدة للشباب اللبناني ليحتفل ويرقص ويغني بعد إن أضنته السياسة وارهقته الحالة الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان.
زر الذهاب إلى الأعلى