رأيمن هنا نبدأ

عربة هوكشتاين قبل الحصان: لماذا تجاهل القرار 1701؟(حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

 

البيان الذي قرأه الموفد الأميركي والمعد سلفاً تضمن عدة مؤشرات أبرزها:

 

  • أنه أقر بتوازن الرعب بين دولة الاحتلال وبين المقاومة في لبنان،وذلك في سياق كلامه عن “تجنّب مزيد من التصعيد بين إسرائيل ولبنان بدلا من حرب مفتوحة»، وقوله إن «الوضع على الحدود بين لبنان وإسرائيل في غاية الخطورة، ونسعى لوقف التصعيد تفاديا لحرب كبيرة»، معتبراً أن «وقف إطلاق النار في غزة ينهي الحرب ويسمح للنازحين في الجنوب اللبناني بالعودة إلى بيوتهم”

 

  • قفز هوكشتاين فوق القرار الدولي 1701 الذي يحدد آلية للحل النهائي بين لبنان ودولة الاحتلال، يقوم على تطبيق القرارات الدولية السابقة لاسيما القرار 425 والانسحاب الكامل ووقف الخروقات الخ.. إن هذا التجاوز المقصود هو محاولة لتعديل القرار باتفاق آخر يسمح للعدو بالبقاء في جبل الشيخ، ولو من خلال عقد إيجار، كما عرض هوكشتاين منذ مدة على أطراف لبنانية معنية!
  • عندما يعطي هوكشتاين الأولوية لوقف حرب الاستنزاف المتبادل بين العدو والمقاومة في لبنان، يعني أنه قفز فوق العقدة الرئيسة والقضية الأساسية، وهي وقف الحرب التدميرية في غزة والإبادة الجماعية لشعبها، كمقدمة لتنفيذ سائر القرارات الدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية، لاسيما منها حل الدولتين وحق العودة.

          4-   – لم يأخذ هوكشتاين من قائد الجيش العماد جوزف عون ما أراد لجهة إعلان جهوزية الجيش للانتشار على كامل مناطق الجنوب، خارج إطار ما تقرره القيادة السياسية للجيش المتمثلة بالمؤسسات الدستورية، وخارج إطار تنفيذ القرارات الدولية بعد التأكيد على “أن المقاومة هي قوة ردع”.

  • – إن قول هوكشتاين “ان الاتفاق الذي حدده الرئيس بايدن في 31 أيار 2024 والذي يتضمن إطلاقاً للرهائن ووقفا دائماً لاطلاق النار وصولاً لإنهاء الحرب على غزة، هذا الاقتراح قُبِل من الجانب الإسرائيلي ويحظى بموافقة قطر، ومصر ومجموعة السبع، ومجلس الأمن الدولي، ان هذا الاتفاق ينهي الحرب على غزة ويضع برنامج انسحاب للقوات الإسرائيلية، فإذا كان هذا ما تريده حماس عليهم القبول به “..هذا الكلام تجاهل موقف حركة “حماس” المرحب بمضمون قرار مجلس الأمن الدولي من تأكيد وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة وانسحاب الجيش الإسرائيلي منه بشكل كامل.

وقد جاء في بيان حماس حينها: “ترحب حركة المقاومة الإسلامية حماس بما تضمنه قرار مجلس الأمن وأكد عليه حول وقف إطلاق النار الدائم في غزة، والانسحاب التام من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، ورفض أي تغيير ديموغرافي أو تقليص لمساحة قطاع غزة، وإدخال المساعدات اللازمة لأهلنا في القطاع”.

وأضاف البيان: “تود الحركة التأكيد على استعدادها للتعاون مع الإخوة الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا”.

وأكدت “حماس” ، “استمرار سعينا ونضالنا مع كل أبناء شعبنا لإنجاز حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها دحر الاحتلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وحق العودة وتقرير المصير”.

إن مثل هذا التجاهل وتحميل “حماس” مسؤولية عدم تطبيق القرار الأممي هو لتبرئة ساحة العدو، ومؤشر لفشل المفاوضات الغزيّة، ما يعني أننا أمام أيام حاسمة تفاوضياً وخطيرة أمنياً.

لا ترغب المقاومة بتوسعة رقعة المواجهات.. كلام سمعه هوكشتاين من مختلف الأطراف الذين التقاهم، لكنه سمع أيضا أن “المقاومة” لن تتساهل مع أي تمادي اسرائيلي بحق لبنان وسيادته.

كم سمع “بأن العربة يجب أن يتم وضعها خلف الحصان لا أمامه، وعلى الإدارة الأميركية أن تبذل قصارى جهدها لإنهاء الحرب على غزة”.

وهنا بيت القصيد!!

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى