رأيمن هنا نبدأ

عذرا فخامة الرئيس.. لبنان عاد إلى الوراء ! (حسن علوش) 

 

حسن علوش – الحوارنيوز

قال فخامة الرئيس العماد جوزاف عون ومثله ردد وكرر الرئيس نواف سلام بأن لبنان لن يعود إلى الوراء..

الحقيقة أن لبنان عاد إلى الوراء وبقوة…

لا نعرف عن المدى الزمني الذي يتحدث عنه الرئيس عون، ربما قصد زمن المقاومة حصرا…

أم زمن الانقسام الطائفي والتحريض والاستقواء بالخارج وزمن المحاصصات والتركيبات كبوابة شرعية للفساد والمحسوبية، فإن لبنان عاد إلى تلك الحقبة وبقوة في ولايتكم فخامة الرئيس.

 

في السابق، أي العهود السابقة كنا نسمع عن توترات بين الشياح وعين الرمانة، أما في عهدكم، فإن هذا الخط تكاد ترتفع على جانبيه أكياس الرمل البغيضة.

في السابق، انتفى إلى حد بعيد الاستقواء بالخارج، والساحة خلت للاعبين المحليين، يتنافسون على المحاصصة، يتبادلون التهم، ويستقوون على بعضهم البعض، ببعض القضاة ويشتغلون ملفات إنسانية كملف المرفأ.. الخ…

أما في عهدكم فقد أضيف إلى التحريض المتمادي الاستقواء العلني بالأميركي وشريكه الاستراتيجي في المنطقة، واعني العدو الاسرائيلي، لا الأنظمة البرجوازية العربية.

في السابق كانت العهود على فسادها تضع رؤية إنقاذية، تحاول أن تسعى، فيضع طرف عوائق أمام طرف آخر.. وهكذا، اجهضت محاولة حكومة الرئيس الآدمي النظيف سليم الحص، وهكذا حوصرت محاولة حكومة حسان دياب، أما حكومة عهدك الأول فتنتشي بالمهرجانات السياحية، وتندهش لها، مع العلم أنه طوال العهود السابقة، لم تتوقف مثل هذه المهرجانات بما فيها مهرجانات بعلبك!

حكومة عهدك الأول، مصابة بمرض البرص والانقسام.. بعض وزرائها، هم وزراء أحزاب طائفية بغيضة، لا يمثلون الشعب اللبناني، بل جزء من قسم منه!

في السابق حاول الرئيس  نبيه بري طرح قضية انشاء لجنة وطنية لدراسة سبل إلغاء الطائفية السياسية، فقامت الدنيا ولم تقعد…

حاول قبل سنوات طرح اقتراح قانون انتخاب خارج القيد الطائفي، فلجأ من يدعي الحرص على قيام الدولة إلى منع طرح الاقتراح في اللجان النيابية المشتركة بفقدان النصاب، وها أن عهدك يتبنى قانونا طائفيا للإنتخابات مخالفا للدستور، فيما انت قد أقسمت على تطبيق الدستور..

لا نعرف عن أي حقبة زمنية تتحدث ولا نعرف عن أي دستور أقسمت، ما نعرفه أن عهدك غارق في متاهات الاملاءات الخارجية، والسيادة كمثل السبايا في اقفاص زمن الفتوحات الإسلامية والصليبية…

فخامة الرئيس،

وبصدق كل حريص على نجاح عهدكم، احذروا الخطاب التحريضي لبعض وزراء حكومات عهدك الأولى.

إن نجاح العهد مرتبط بقدرة فخامتكم على محاصرة الخطاب التحريضي، وإعادة توحيد اللبنانيين حول المؤسسات الدستورية، لا زيادة انقسامهم الذي هو امتداد لإنقسام المؤسسات الدستورية.

في العهود السابقة كان يقفز المؤتمنون على تطبيق الدستور فوقه، فلا يلجأون إلى إقامة دورات توظيف فئة خامسة لعدم وجود مناصفة واحتراما لمبدأ العيش المشترك!.

أما حكومة عهدكم أو بعض وزرائها مستعدون لخراب البلاد ولا يكترثون لمبدأ  العيش المشترك ولا التوافق الوطني ولا الحوار الوطني.

لبنان لا يكون بغير الحوار الوطني سبيلا لتطبيق الدستور، أو لن يكون لبنان.

ارجعوا لميشال شيحا!!

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى