حسن علوش – الحوارنيوز
صباح كل يوم كان يشرق كالشمس.
فجر كل نهار كان يخرج من منزله القريب من مبنى الجريدة (السفير)، إلى جولته اليومية بعد أن يكون قد اطمأن على العدد وصار بين يدي الباعة والموزعين.
يسير ورأسه مرفوعاً ينظر إلى المارة والابتسامة تعلو وجهه، يرمي التحايا كراع يتفقد رعيته من نزلة السارولا إلى الصنائع فالحمرا وصولا لأبي طالب ويعود مرتاحاً في جعبته فائض من أفكار وعناويين لصفحة الاقتصاد.
متقدماً بين زملائه، يتعلم من أصحاب الخبرة ولا يبخل من خبرته لأي زميل كان يقصده ليتعلم.
هو كابتن في الرياضة، ونقيب بين العمال، ومصرفي بين المصرفيين وصناعي بين الصناعيين وبناء بين البنائين….
هو عدنان الحاج اسم يغار منه أصحاب الاختصاص، هو الآتي من عالم الرياضة إلى مدرسة السفير، في الصفحة الاقتصادية برئاسة الصحافي العتيق عصام الجردي، صاحب الرؤية العميقة في مسارات الاقتصاد والاجتماع والعمل النقابي.
لقد أضاف الكابتن إلى الصحيفة والى الصفحة قيمة إضافية مع شبكة من العلاقات العامة لا يمكن لمرء عادي أن يصنعها.
عندما اطفأت السفير شمعتها الأخيرة، لم يغادرها عدنان، بل مكث حيت الوميض الأخير …
لم يبارح مكانه الا قليلا، أراد أن يبقى في “السفير” وأن تبقى “السفير” فيه… وهكذا كان.
رحيلك اليوم يا زميلنا الحبيب، يذكرنا بيوم خرجت “السفير” من نظارات اللبنانيين والعرب، لكنها بقيت في وجدانهم وهكذا انت…
تحية حب من زملائك ومحبيك.
تحية من أسرة ” الحوارنيوز” لك وعزاؤنا الكبير يكمن في أرثك الغني وسيرتك الطيبة.
للعائلة أصدق مشاعر الحب الذي سينبت على شرفة منزلك المصون بالنباتات الخضراء، كلما مررنا من هناك تتجدد فينا خلايا الإرادة والتصميم على مواصلة الطريق.
معاً على الطريق.