عبثاً تُحاول..ألشعب لا يريد تغيير النظام!(أحمد عياش)
بقلم د.أحمد عياش
عمّا تسأل؟
الأمور واضحة.الناس تعرف اكثر منك ومن التفتيش المركزي ومن ديوان المحاسبة ومن القضاء ومن النواب مجتمعين أو فرادى، مَن نهبَ ومن افسدَ في الأرض ومن اجرمَ ومن خانَ.الناس تعرف وتعلم وتدرك الحقائق وقرّرت ومشت عن سابق تصوّر وتصميم الى صناديق الاقتراع واقترعت وجدّدت للمنظومة حكمها وللسلطة بقاءها ،فعلامَ الاستياء؟
انها الديمقراطية التي تريدها.
الناس مسرورون بهكذا شكل من اشكال الدولة، وبهكذا نمط للعيش المشترك.
الناس تريد الفساد والنهب والرشوة والوشاية، فما هي مشكلتك انت مع الناس ومع الديمقراطية؟
يناسب الناس هكذا منظومات حكم لأحزاب ولطوائف حتى لو امضيت العمر لتثبت لهم الحقائق في الشارع وفي الساحات وفي الإعلام .
يعرفون الحقائق اكثر منك ومن قضاة دولتك ويناسبهم تماما عقد الصفقات والتسويات.
أنتَ من لا يناسبك ما تراه وما تسمعه.
إنّها أزمتك.
الخيانة والكذب والنفاق يناسب شعبك وشعبك اراد.قرّر.
الشعب لا يريد تغيير النظام.
ان تسأل الشعب ماذا يريد؟
يريد هؤلاء.
أعجبك الامر أم لا،انها مشكلتك.
الشعب يريد هذه المنظومة ويريد ايضاً هذه الحياة.
انت ،انت من يتشبث بالحق وبالقانون وبالعدالة ،عليك ان تتغيّر،أن تغسل دماغك وان تتحرّر من الاستقامة ومن النُبلِ.
لا تكن نبيلاً فتهلك!
الشعب لا يريد تغيير المنظومة.
اقتنع ايها المغامر الأحمق،ان ناسك وشعبك يريدون عن سابق تصوّر وتصميم هذه المجزرة التي لا تُعجبك.
يرغبون بهذه المزرعة التي تحتجّ عليها.
لا يُعجبك الأمر!
سافر ،هاجر،أُصمت،مُت، افعل ما شئت انما لا تحاول معهم،يناسبهم تماما ما يحصل.
الأسهل ان تقتنع انت بالمأساة وبالاحتيال وبالمكر وبالخديعة.
اخدع ونافق!
سلامٌ على من اقتنع، وسلام على من حمل “ديناميت” على كتفيه وفجّر هذا الصرح القائم من وعلى خيال تافه.
لا وطن انما دولة .
لا جيش انما حرس.
لا شعب انما ناس.
لا قضاة انما موظفون.
لا اخلاق انما طوائف.
لا نُبل انما خساسة.
عبثاً تحاول.
عبثاً!