العالم العربيسياسة

عباس في موسكو يبحث عن وهم: من قتل رابين لن يوافق على تنفيذ القرارت الدولية( حسن علوش)

 

حسن علوش – الحوارنيوز

سببان قتلا رئيس وزراء دولة الاحتلال الأسبق اسحاق رابين: “اتفاقية أوسلو” بين قادة الاحتلال ومنظمة التحرير الفلسطينية، و”وديعة رابين” المرتبطة بالمفاوضات مع الجانب السوري.

نصت اتفاقية أوسلو الموقعة بتاريخ 13 ايلول 1993 على إعلان المبادئ الرئيسية لترتيبات الحكم الذاتي الفلسطيني الإنتقالي، على طريق “بلوغ سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وإقرار حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بحسب ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 242 و338” . وانطلاقا من ذلك، اعترفت منظمة التحرير بإسرائيل بينما قبلت الحكومة الإسرائيلية بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.

أما “وديعة رابين” والتي تعهد بموجبها عام 1994 بالانسحاب الى خطوط الرابع من حزيران 1967، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، لاسيما القراران 242 و338 ، مقابل تطبيع كامل للعلاقات مع سوريا، فقد كانت “القشة التي قصمت ظهر البعير”.

لهذين السببين جرى تخوين رابين من قبل المتطرفين داخل الكيان المحتل، وعلى رأسهم آنذاك زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر أكثر المحرضين على رابين واتهمه بالحماقة والخيانة، ما صُنف وقتها بتغطية مباشرة لإغتيال رابين بتاريخ 4 تشرين الثاني 1995.

في تلك الفترة، انتقد اليمين الإسرائيلي والمتطرفون بشدة “اتفاقية أوسلو”، والكلام عن انسحاب من الجولان المحتل، واتهم نتنياهو بتأجيج العنف والكراهية في البلاد، فيما رد الأخير بأنه يدافع عن اسرائيل ووجودها وحقوقها.

من مهّد وقرر قتل رابين لن يوافق اليوم على ما رفضه بالأمس. وها هو يجاهر علنا برفضه تنفيذ القرارات الدولية وبالتالي حل الدولتين، ويواصل ارتكاب جريمة العصر بإبادة أهل غزة وتهجير سكان الضفة.

ونتنياهو الذي يتحول الى بطل قومي يهودي يحقق الوعد التلمودي ببناء دولة “الصفاء اليهودي” ويطهرها من كل “دنس عربي”، لن يرضخ للضغوط الدولية التي لا تشبه الضغوط البتة!

تحاول الدول الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة الميركية تقديم نتنياهو كمنتصر، وبالتالي فإن المنتصر هو من يفرض شروطه في أي تسوية، والحال من وجهة نظرهم أن يسلم الجانب الفلسطيني أولا ومن خلفه سائر الأنظمة العربية علنا، بأن الحل يكون وفق مبدأ السلام مقابل السلام لا مبدأ الأرض مقابل السلام.

إن الحل الذي ينشده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وعبر عنه أول من أمس خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين : “حل الدولتين وعقد مؤتمر دولي يلزم الأطراف تطبيق القرارات الدولية”، قضمته التطورات ولن يتحقق إلا ببروز قوة موازية لغطرسة العدو داخليا وللتوازن الدولي خارجيا. وكلا الأمرين لن يتحققا إلا بتغيير استراتجية السلطة، والعمل على وحدة البيت الفلسطيني على قاعدة العودة للكفاح المسلح.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى