عاجل: وردة بيضاء لمصطفى أديب..
د.أحمد عياش
اعتذر السيد مصطفى اديب، ودخلت البلاد في المجهول. اعتذاره ليس ذاتي القرار، انسحابه اعلان وموقف فرنسي-سعودي-اميركي بالتصعيد الاقتصادي والمالي وربما افساحا في المجال لضربة عسكرية خاطفة مدروسة ليس بالضرورة عبر طيران إسرائيلي، انما حدث شبيه بانفجار مرفأ بيروت وبحرائق الشوف السنة الماضية وبانفجار عين قانا غير الواضح الاسباب والمعالم.
ليس اعتذاراً بالصدفة، لا وجود في السياسة للصدف، الاعتذار جاء كتقاطع سريع لخطوط دولية في لحظة رضوخ الادارة الاميركية لطموحات اسرائيل وتوسعها عبر التطبيع المنتشر في جسد الامة كالفطريات.
لا عناد الثنائي الشيعي في الاصرار على تسمية الوزراء الشيعة بما فيها المالية بمحضر اتهام، ولا اعتذار السيد مصطفى اديب من التكليف ببريء.
اولى علامات الضغط على من يهمهم الامر، صعود الدولار وهبوط الليرة الى رقم خانق، وثاني العلامات الاكثار من الاسماء والشركات والمؤسسات ضمن العقوبات الأميركية، وثالث العلامات بلبلة في الشارع واقفال طرقات عشوائي انما منظم بعشوائيته ، ورابع العلامات رفع وتيرة المطالبة بالحياد ،وخامس العلامات اتهام واضح وصريح لحزب الله ولحركة امل بالتسبب بالجوع بعرقلتهما المساعي الانقاذية الفرنسية.
لن تمر الامور بخير..لا..
ستخرج العقارب والافاعي وكل منها تعرف مهمتها ، ستبث السموم عبر الاعلام وعبر ادوات التواصل الاجتماعي وفي المعابد وعند المفارق وستكثر المراكب الغارقة في البحر وستطفو اجساد الاطفال على الماء.
سيحاول المتآمرون تعميم حادثة"لوبيا" وسيكثرون من تجربة" عرب المسلخ في الشويفات"، ستمزق الصور وستستفز الناس بعضها البعض.
والهدف الحقيقي هذه المرة، شبه تطبيع مع اميركا كي لا يقال تطبيع مع اسرائيل.
النفط والغاز ليسا ملك لبنان، النفط والغاز ملك مصالح الدول الأقوى، وتقرير شركة توتال في جيب الرئيس ماكرون كما ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين بيد الاميركي..
ليس اعتذارا عابرا انه فتح باب لجهنم كما وصف الوضع بدقة فخامة رئيس الجمهورية.
يبدو ان بعض الاطراف اتكلت على الاميركي والسعودي بينما باقي الاطراف اتكلت على لطف الهي.
لو كنت اعرف السيد مصطفى اديب لهنأته على جرأته في الانسحاب، لأنه يدرك تماما ان ليس من مصلحته ان يكون شاهدا على تدمير اي طرف مقاوم او اي طائفة او ان يكون حجة لسبب موت طفل في بلاد فتحت ابوابها على جهنم.
لو كنت اعرف السيد اديب، لتمنعت عن اهدائه مسدسي ولاهديته وردة بيضاء ،ولقلت له ابتعد عن ساحة تجار الدم-الدولار وابق بعيدا عمن يشتري في الليل ويبيع في النهار.
الحرب الاهلية بلا دم وبصفر قتيل تخطت مرحلة منتصف الطريق واقتربت من مرحلة اطلاق الرصاص والاغتيالات والانفجارات الاستفزازية لغرائز الجائعين والحاقدين والمنتظرين لحظة الفوضى ليسرقوا وليمعنوا في الاجرام.
لن يرن هاتف دولة الرئيس ..الى اللقاء د.مصطفى اديب.