ظواهر أمنية بلباس مدني في وطن موحد ومجتمع مفكك!
محمد هاني شقير -الحوارنيوز خاص
مع كل أزمة سياسية تعصف بالبلاد يضج المجتمع السياسي والاهلي بمصطلحات سياسية مختلفة، فتبرز على بعض المنابر مصطلحات كالفدرالية والمثالثة وغيرها من التوصيفات المختلقة من دون أساس مادي، لكن اللبناني يعيشها فعليًا ويتعامى عنها،تمامًا كما تفعل النعامة حين تدفن رأسها في الرمال.
حين نمعن النظر في المناطق اللبنانية نكتشف كم هي مؤلمة ظاهرة تراجع الحضور القوي للمؤسسات الوطنية المركزية لمصلحة كيانات محلية!!
مناسبة هذا الحديث ماثلة بما نطق به سياسيون من جهة ومارسه سائقو الدراجات الآلية من جهةٍ ثانية في الأيام القليلة الماضية.ولسوف نورد ثلاث حوادث وقعت في ثلاث مناطق موزعة على ثلاث طوائف، وهي حوادث لها دلالاتها العميقة والراسخة في مجتمعنا.
في المنطقة الأولى ينتشر مدنيون بطريقة أمنية لافتة تحت الجسور وفي المفارق والطرقات، بل وينشرون الحواجز ويستجلون هويات المارة " الأجانب"، أي من هم من غير منطقة، وذات مرة، بل مرات عدة، وقعت مشاجرة معهم حين بادروا الى طلب هوية هذا أو التوقف جانبًا بغية تفتيش السيارة.. إجراءات لا تعكس غير ضعف أجهزة الدولة.
في منطقة أخرى وحين ذهب طلاب أصدقاء للتنزه بعد حجر كوروني طويل، اعترضهم، كما آخرون، شاب بلطجي وسألهم: من أين أنتم؟..وببراةء الطفولة يردون: "من تحت"، كون المنطقة التي يتنزهون فيها مرتفعة جغرافيًا عن المنطقة التي أتوا منها، فينهرهم بصوت عنيف ويقول لهم: اركبوا سيارتكم واذهبوا من هنا.
أما ونحن ذاهبون الى العاصمة وفي أثناء توقفنا على إشارة مرور، يطلب منا أحدهم بلباس مدني، يحمل جهاز اتصال عسكريا، ويقف على بعد أمتار عن دورية للجيش متمركزة بقربه، يطلب عدم قطع إشارة السير التي هي معطلة، فسألته: من أنت؟ لا يرد على السؤال، ويلح بالطلب مني الا اقطع السير بطريقة أمنية وهو يلوح بجهازه اللاسلكي بيده اليمنى ترهيبا، فأكرر السؤال لكنه لا يجيب!
طبعًا هذه الحوادث هي جزء قليل جدًا من حوادث مماثلة تعترض حياة اللبنانيين على جميع الأراضي اللبنانية.
أما إستباحة بيروت من راكبي الدراجات الآلية وممارساتهم الترهيبية بحق المارة والسكان على حدٍ سواء ،لهي أوضح دليل على فظاعات يرتكبها أشخاص مرتهنون لا يقيمون وزنا لا لثورة ولا لتغيير ديمقراطي ولا لأرزاق الناس وجنى عمرهم، ينفذون أجندة وربما كل يغني على أجندته لصالح جهة أو زعيم عشيرة أو زعيم الحي ومن يقف خلفهم.
عشرات وربما مئات اللبنانيين، يجري إذلالهم من قبل أشخاص لا صفة رسمية لهم، ينتشرون في الشوارع ويمارسون دورًا ليس لهم، بل هي من مسؤولية الأجهزة الأمنية الرسمية اللبنانية.ثم يحدثونك عن وحدة لبنان وديمقراطية نظامه المتهالك!