سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: ماذا بعد موقف عون من الاعتداءات ومسؤولية الإدارة الأميركية؟

 

الحوارنيوز – خاص

تابعت صحف اليوم في افتتاحياتها تداعيات الجريمة التي ارتكبها جيش العدو في بلدة بليدا، وسلسلة الاعتداءات التي طاولت غير منطقة في الجنوب اللبناني أمس، في ضوء طلب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من الجيش اللبناني التصدي لأي توغل إسرائيلي بري..

ماذا في تفاصيل الصحف؟

  • صحيفة النهار عنونت: عملية بليدا التصعيدية تواكب توسيع “الميكانيزم”؟ عون يطلب من الجيش التصدي للتوغّل الإسرائيلي

وكتبت تقول: لم تكن صدمة بليدا فجر أمس التي أودت بموظف مدني في بلدية بليدا على يد جنود إسرائيليين توغلوا إلى البلدة، سوى الطبعة الميدانية المسلطة على لبنان لاختلاط الجانب التصعيدي العسكري مع الجانب الديبلوماسي، بما يترجم ما يعتبره بعض الأوساط المعنية الدفع نحو “السلام بالقوة” الذي رفع شعاراً كبيراً بعد “سلام غزة”.

 ولم يكن أدل على هذه التجربة الصعبة التي يجتازها لبنان من أن “تصعيد الخميس” الذي صار “تقليدا” ميدانياً إسرائيلياً ثابتاً، استعاد أمس الضغوط الميدانية المواكبة لتفعيل وتطوير عمل لجنة “الميكانيزم” بدءاً بجريمة قتل موصوفة لموظف مدني لا ناقة له ولا جمل بأي نشاط ميداني مسلح، علماً أنه قبل أسبوع تماماً حصلت “غارات الخميس” الكثيفة أيضاً على وقع تزامن مع جولة قام بها رئيس لجنة “الميكانيزم” على الرؤساء الثلاثة في اليوم نفسه. بذلك تجزم المعطيات الميدانية كما الديبلوماسية بأن مزيج الضغوط سيبقى يتصاعد حتى بلوغ مخرج تفاوضي يواكب “تزخيم وتكثيف وتسريع” خطة الجيش اللبناني لإنجاز حصرية السلاح، وإلا قد يتطور الأمر إلى تصعيد متدحرج في العمليات الإسرائيلية، علماً أن الرسائل التي وجهت أمس تثير الخشية من ارتفاع التوتر بما ينذر للمرة الأولى بصدام بين الجيش اللبناني والإسرائيليين.

ما يعزّز هذا الواقع معلومات توافرت لـ”النهار” من أن المسؤولين اللبنانيين الكبار يدرسون بجدية طرح مشاركة لبنانية مدنية في لجنة الـ”ميكانيزيم”، شرط أن يؤدي هذا التطور إلى انسحاب إسرائيلي من المساحات والنقاط المحتلة في الجنوب وترتيب المسائل الأمنية مع إسرائيل. وفي المعلومات أن الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس “انتزعت” موافقة أولية تقضي بقبول لبنان بإشراك مدنيين في الـ”ميكانيزيم” وناقشت هذه النقطة بإسهاب مع الرؤساء الثلاثة جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام. ورغم ذلك، لم ينضج هذا الطرح في شكل نهائي بعد وهو يحتاج إلى المزيد من الدرس والتحسّب من جوانب عدة، ولم يدلِ الرؤساء بكلمة نهائية في هذا الخصوص.

وأما التطور اللافت الذي حصل أمس نتيجة التوغّل الإسرائيلي إلى بليدا وقتل الموظف العامل في بلديتها ابراهيم سلامة، فبرز في طلب رئيس الجمهورية جوزف عون خلال استقباله قائد الجيش العماد رودولف هيكل “تصدي الجيش لأي توغّل إسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعاً عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين”. ولاحظ أن “هذا الاعتداء أتى بعيد اجتماع لجنة مراقبة اتفاق وقف الأعمال العدائية “الميكانيزم” التي يفترض ألا تكتفي بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حد لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق تشرين الثاني الماضي ووقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية”.

واكتسب هذا التطور دلالات بارزة، خصوصاً وأن التقارير الأمنية أشارت إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على محيط بلدة العيشية مسقط الرئيس جوزف عون بموازاة إعلان موقفه من طلب تصدي الجيش لأي توغّل إسرائيلي، كما حلّقت مسيّرات إسرائيلية فوق بيروت وضاحيتها المتاخمة لقصر بعبدا في تحلّق عدّ بمثابة رسالة تحذيرية سياسية للسلطات اللبنانية.

وكان الرئيس نبيه بري اعتبر “أن ما حصل في بليدا والعديسة والعدوان الجوي صباحاً على أطراف بلدات العيشية والجرمق والخردلي وإنتهاك أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، هو فعل يتجاوز الاستباحة الإسرائيلية للسيادة الوطنية اللبنانية وقرارات الأمم المتحدة، بل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة”.

وأضاف، “أن اللحظة الراهنة تستدعي من جميع اللبنانيين استحضار كل عناوين الوحدة ودعم فخامة رئيس الجمهورية وموقفه الأخير حيال ما حصل اليوم”.

كما أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اعتبر “أن التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهدافها المباشر لموظّفٍ في البلدية أثناء تأدية واجبه، هو اعتداءٌ صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها”. وقال: “كلّ التضامن مع أهلنا في الجنوب والقرى الأمامية الذين يدفعون يوميًا ثمن تمسّكهم بأرضهم وحقّهم في العيش بأمانٍ وكرامة تحت سيادة الدولة اللبنانية وسلطتها. و‏نتابع الضغط مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكرّرة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضينا”.

وكانت قيادة الجيش أعلنت أن إطلاق نار حصل فجر أمس في محيط مبنى بلدية بليدا – مرجعيون، وعلى الفور، توجهت دورية من الجيش إلى المكان، حيث تبيّن أن وحدة بريّة معادية توغلت داخل البلدة، وأطلقت النار على مبنى البلدية، واستهدفت أحد موظفيها ما أدى إلى استشهاده. واعتبرت “أن ما أقدم عليه العدو الإسرائيلي هو عمل إجرامي وخرق سافر للسيادة اللبنانية وانتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار 1701، ويأتي في سياق الاعتداءات المتواصلة من جانبه على المواطنين الآمنين”. وأشارت إلى أنها طلبت من لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية وضع حد لانتهاكات العدو الإسرائيلي المتمادية، كما تتابع القيادة باستمرار انتهاكات العدو بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة “اليونيفيل”.

وعصر أمس، رصد تحرك جرافة تابعة للجيش اللبناني في اتجاه منطقة “غاصونة” في أطراف بلدة بليدا للمشاركة في إستحداث موقع عسكري للجيش بعد توغّل القوة الإسرائيلية من هذه المنطقة باتجاه وسط البلدة فجر أمس.

وفي تحرك غاضب، أقدم عدد من أهالي بلدة بليدا على قطع الطريق احتجاجًا على اقتحام الجيش الإسرائيلي مبنى البلدية. وخلال التحرك، مرت دورية لـ”اليونيفيل” في المنطقة، إلا أن المحتجين اعترضوا طريقها وأجبروها على التراجع، كما منعت دوريات عدة لليونيفيل في مناطق أخرى من إكمال دورياتها.

واعترف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بقتل الموظف في البلدية، إذ قال: “في إطار نشاط لقوات جيش الدفاع لتدمير بنية تحتية إرهابية تابعة لحزب الله الإرهابي في منطقة قرية بليدا بجنوب لبنان، رصدت القوات مشتبهًا به داخل المبنى حيث شرعت القوة في الإجراءات الهادفة لتوقيف مشتبه به ولحظة تحديد تهديد مباشر على أفراد القوة تم إطلاق نار لإزالة التهديد وتمّ رصد إصابة. تفاصيل الحدث قيد التحقيق”.

وقال إن “المبنى استخدم في الآونة الأخيرة لنشاطات إرهابية لحزب الله الإرهابي تحت غطاء بنية تحتية مدنية”.

وقبل الظهر شن سلسلة غارات استهدفت الناقورة ومحيط الجرمق والخردلي والمحمودية.

على الصعيد السياسي الداخلي، بدأت وزارتا الداخلية والخارجية الإعداد للقرار الحكومي الحاسم الذي سيتخذه مجلس الوزراء في جلسته الخميس المقبل حول قانون الانتخاب، إذ عقدت اللجنة المشتركة من الوزارتين اجتماعها الأول صباح أمس في مبنى وزارة الداخلية، بحضور الوزيرين أحمد الحجار ويوسف رجي، وذلك لدراسة تطبيق دقائق أحكام الفصل الحادي عشر من قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، المتعلق باقتراع اللبنانيين غير المقيمين على الأراضي اللبنانية.

وأفاد بيان مشترك أن الوزيرين “شددا على أنه بمعزل عن النقاشات والاقتراحات القائمة على صعيد مجلسي النواب والوزراء المتعلقة بقانون الانتخاب، والتزاماً بالإجراءات والمهل التي يفرضها القانون النافذ حاليًا، باشرت اللجنة المشتركة اجتماعاتها، على أن تقوم بدراسة المواد المتعلقة باقتراع اللبنانيين غير المقيمين والاطّلاع على التقرير المعد سابقاً في العام 2021، على أن ترفع اللجنة تقريرًا بنتيجة أعمالها. وأكد الوزيران أهمية إجراء الانتخابات النيابية في موعدها من جهة، وضمان مشاركة فعّالة للبنانيين المنتشرين حول العالم، بما يكرّس حق المغترب في الاقتراع بشفافية وسلاسة، ويعزّز ثقة اللبنانيين في العملية الانتخابية”.

  • صحيفة الأخبار عنونت: العدوّ يبلغ أميركا نيّته توسيع اعتداءاته على لبنان جواً وبراً |

 عون: السكوت غير ممكن فإسرائيل لا تريد الاتفاق

وكتبت تقول: تصاعد التوتر على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة. وبعد يوم طويل من الغارات الجوية جنوباً، والتحليق فوق العاصمة ومناطق عدة، جاءت «غزوة» العدو لبلدة بليدا واغتيال المواطن إبراهيم سلامة، لتفتح الباب أمام مستوى جديد من التعامل الرسمي مع التهديدات الأميركية الأخيرة، والتي ترافقت ليل أمس، مع إعلان انعقاد جلسة أمنية برئاسة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو للبحث في الملف اللبناني.

وقد أحدث عدوان الأمس، نقلة نوعية في الموقف الرسمي، حيث طلب رئيس الجمهورية جوزيف عون إلى قيادة الجيش التصدّي لقوات الاحتلال، وذلك رداً على قيام جنود العدو بتوغّل في بلدة بليدا، وإعدامهم الموظف في بلديتها إبراهيم سلامة، ما جعل عون يستدعي لاحقاً قائد الجيش رودولف هيكل، ليطلب إليه، كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة، التصدّي لأي عملية توغّل إسرائيلية باتجاه المناطق المحرّرة، واتخاذ الإجراءات العسكرية التي تسمح بنشر قوات للجيش على الحدود مع فلسطين المحتلة. كما أوصى بأن «لا تكتفي لجنة «الميكانيزم» بتسجيل الوقائع بل العمل لوضع حدّ لها من خلال الضغط على إسرائيل ودفعها إلى التزام مندرجات اتفاق وقف إطلاق النار».

ونقل زوار رئيس الجمهورية أنه «كانَ مستاء جداً يوم أمس مما حصل»، وتحدّث أمام مقرّبين منه أن «ما حصل لا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولم يعد ممكناً الصمت، لأن إسرائيل تقول لنا إنها لا تريد التفاوض ولا الوصول إلى اتفاق». وأضاف: «سابقاً كانوا يغتالون عناصر من الحزب، ويدّعون بأنهم يستهدفون مخازن لحزب الله وكنا نسكت ونقول هذه من نتائج الحرب، علماً أننا كنا نعلم أن هناك تضليلاً كبيراً، لكننا، كنا نتجاوز الحديث باعتبار أن ذلك ضمن مسار التصعيد والتفاوض، فضلاً عن الرهان على لجنة الميكانيزم باعتبارها مسؤولة». وتابع عون بأن «الجيش يقوم بما هو مطلوب منه لجهة حصرية السلاح بما يكفل تطبيق القرار 1701، لكن دور الجيش غير مقتصر على ذلك، ولا يمكننا أن نقف ونتفرج على مثل هذه التطورات».

واكتسبت خطوة عون أهمية مضاعفة، كونها أتت في أعقاب اجتماع لجنة «الميكانيزم» بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي طالبت الجيش بتنفيذ خطته لسحب سلاح حزب الله فوراً، مبرّرة ذلك بأن لدى الإدارة الأميركية معلومات بأن الحزب يُعيد بناء قدراته. فيما برّر ‌‏السناتور الجمهوري ليندسي غراهم عدوان إسرائيل قائلاً، إنه «لو نُزع سلاح حزب الله لتوقّفت العمليات الإسرائيلية»، مضيفاً أن «انضمام الجيش اللبناني إلى حزب الله في قتال إسرائيل يُعرقل جهود مساعدة لبنان».

في هذا السياق، قالت مصادر مطّلعة، إن «موقف عون متقدّم ويمكن البناء عليه مع المقاومة ولأنه يعكس وحدة وطنية مطلوبة بشدّة في هذه المرحلة الحساسة»، وإن ذلك «كانَ ضرورياً، إذ انتقل العدو إلى سياسة التوغلات التي قد تصل إلى أي منطقة في لبنان، حتى الضاحية»، خصوصاً أن عون اطّلع من الأجهزة الأمنية على معطيات حول نشاط استخبارات العدو في عمق لبنان، وقد كشفت التحقيقات مع شبكة العملاء التي اعتُقل عدد من أفرادها، أن العدو يجري تحضيرات لعمليات ذات طابع عسكري تنفيذي في داخل الأراضي اللبنانية، وأنه عمد إلى استئجار عدد غير قليل من مستودعات في أكثر من منطقة لبنانية، وكانت مُخصّصة لعمليات تفخيخ من أنواع مختلفة.

وعلمت «الأخبار» أن وحدات الجيش المنتشرة في القرى الحدودية، بدأت خلال ساعات النهار بتنفيذ قرار القيادة. وقد وصلت تعزيزات مؤلّلة إلى سهل المحافر في أطراف عيترون الشرقية وأطراف بليدا.

وفي تل أبيب، أُعلن ليلاً عن جلسة مشاورات أمنية عقدها رئيس الحكومة نتنياهو «في ظل محاولات حزب الله تعزيز قدراته خلال الأشهر الأخيرة». ونقلت هيئة البث عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله: «إن حزب الله يحاول وينجح إلى حد ما في إعادة بناء قدراته الهجومية والدفاعية». وأضاف أن تل ابيب أبلغت واشنطن بـ«أن الضربات على لبنان ستتزايد وأميركا قلقة من رد فعل الحكومة اللبنانية».

وقال وزير خارجية العدو جدعون ساعر، إن «حزب الله يكثّف جهوده لإعادة بناء وتسليح نفسه بدعم من إيران. وإن إسرائيل لا تستطيع أن تدفن رأسها في الرمال في مواجهة توجّه حزب الله الخطير على أمنها ومستقبل لبنان».

وفي انتظار تكشّف الحقائق، يمكن القول، إن لبنان انتقل ولو ظاهرياً، إلى مرحلة جديدة من المواجهة، إذ لم يكتف بالإدانة بل تعدّاها إلى التهديد بدخول الجيش المعركة. واعتبر حزب الله، أن قرار عون «يشكّل منعطفاً جديداً له أبعاده»، فيما قال الرئيس نبيه بري: «إن ما حصل هو عدوان على لبنان لا يمكن لجمه بالإدانة»، أمّا الرئيس نواف سلام فاعتبر الجريمة «اعتداءً صارخاً على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها». ووجّهت كتلة «الوفاء للمقاومة» أعنف الإشارات إلى ما سمّته «تحرك حاملي الأجندات الأميركيّة الذين ينقلون التهديدات».

وكانت قوة مؤلّلة من جنود الاحتلال توغّلت فجر أمس بمسافة أكثر من 1500 متر شرقي بليدا. وكانت تضم جنوداً من المشاة وراكبي دراجات رباعية اخترقوا الأراضي اللبنانية من ناحية خربة شعيب – بئر شعيب باتجاه منطقة الوادي صعوداً نحو البلدية مروراً بأحياء سكنية مأهولة». واقتحم الجنود مركز البلدية وتواجهوا مع عامل البلدية إبراهيم سلامة الذي يبيت في البلدية بعد أن دُمّر منزله. وقد سمع سكان البلدة أصوات رشقات نارية وصراخاً، حيث بقي الجنود لنحو ساعتين. وبعد مغادرتهم، حضرت قوة من الجيش لتجد سلامة غارقاً في دمه. وأفاد عناصر الدفاع المدني بأنّ سلامة تعرّض لرشقات نارية من سلاح رشاش وتُرك ينزف حتى استشهد.

  • صحيفة الديار عنونت: واشنطن تحذّر الجيش من تغيير «قواعد الاشتباك»!

عون يرفع «البطاقة الحمراء» و«اسرائيل» نحو تكثيف الهجمات
هل التوغل في بليدا «جس نبض» تمهيدا لعمليات برية؟

وكتبت تقول: رفعت قوات الاحتلال الاسرائيلي من نسق اعتداءاتها خلال الساعات القليلة الماضية، تزامنا مع تصعيد في المواقف السياسية والامنية، والترويج لسردية نجاح حزب الله في بناء ترسانته العسكرية، في سياق، قد يتجاوز مرحلة «التهويل» هذه المرة الى مرحلة تكثيف الهجمات. في المقابل، رفع رئيس الجمهورية جوزاف عون «البطاقة الحمراء» في وجه لجنة «الميكانيزم» بعد اقل من 24 ساعة على انعقادها برئاسة الجنرال الاميركي الجديد وفي حضور مورغان اورتاغوس، بعدما تجاوزت قوات الاحتلال الاسرائيلي كل «الخطوط الحمراء» بتوغلها داخل الاراضي اللبنانية وقيامها باغتيال ابراهيم سلامة وهو احد موظفي بلدية بليدا داخل مبنى البلدية التي استباحته لمدة ساعتين دون اي تدخل من قوات «اليونيفيل» التي لم تستجب لمحاولات قيادة الجيش الحثيثة لحضها على وقف هذا الاعتداء.

عون «يرفع السقف»

وفي اول رد فعل رسمي عالي السقف، على «العربدة» الاسرائيلية، منح رئيس الجمهورية الغطاء السياسي لقيادة الجيش للتحرك ميدانيا في للتصدي لاي «توغل اسرائيلي في الأراضي الجنوبية المحررة، دفاعا عن الأراضي اللبنانية وسلامة المواطنين». وقد اتسم اللقاء بين الرئيس وقائد الجيش رودولف هيكل، في بعبدا، بالكثير من المشاعر الغاضبة، ازاء الوقاحة الاسرائيلية، وكان عون حاسما في توجيهاته، بعدما استعرض القائد الحيثيات الكاملة للجريمة، واطلعه على نتائج الاتصالات التي كانت «ساخنة» مع اعضاء لجنة «الميكانيزم» وقيادة قوات «اليونيفيل»، وابلغه عن حصول تفاهم على استحداث مواقع جديدة في محيط المنطقة حيث حصل التوغل، لمحاولة طمأنة الاهالي، ومنح الجيش موقعا متقدما يسمح له بالتصرف ميدانيا على نحو أفضل. وقد ترجم ذلك بعد الظهر بدخول جرافة للجيش عملت على رفع ساتر في منطقة غاصونة» حيث تم تثبيت نقطة عسكرية. وقد حاولت دبابة ميركافا «استفزاز» عناصر الجيش بعد توغلها داخل الأراضي اللبنانية باتجاه أطراف منطقة الكيلو 9 لجهة بليدا.

واشنطن على خط الاتصالات

وبعد موقف رئيس الجمهورية، علمت «الديار» ان اتصالات رفيعة المستوى جرت بمبادرة من الجانب الاميركي مع بعبدا، وكذلك «اليرزة»، في محاولة لمعرفة الترجمة العملية لدعوة الرئيس قائد الجيش للرد على التوغلات الاسرائيلية، وكان الجواب واضحا لجهة مسؤولية القوى الشرعية عن حماية السيادة اللبنانية وحماية الاهالي الذين شعروا انهم متروكون لمصيرهم بعد تخلي «اليونيفيل» عن واجباتها، وغياب اي رد فعل من قبل «الميكانيزم» على اعتداء واضح وصريح ضد منشآت مدنية تابعة للدولة اللبنانية، وكانت «اسرائيل» تتعمد اظهار الجيش ضعيفا، وتحاول تشويه مهمته في جنوب الليطاني. وقد تم ابلاغ الاميركيين بان جنود وضباط الجيش كانوا «قاب قوسين» او ادنى من الدخول في اشتباك مباشر مع القوة الاسرائيلية المتوغلة بعدما نفذت انتشارا ميدانيا استفزازيا، ما استدعى استقدام تعزيزات للجيش اللبناني الى المنطقة، وكادت الامور تخرج عن «السيطرة». فهل هذا هو المطلوب؟

…وتحذر من تعديل «قواعد الاشتباك»!

وعلم في هذا السياق، ان الأميركيين أبلغوا الجانب اللبناني انهم يقومون بمراجعة الموقف مع الاسرائيليين، دون ان يقدموا اي ضمانة حيال وقف التوغلات، وسط قلق واضح من تداعيات امر العمليات الجديد لقيادة الجيش اللبناني، الذي قد يؤدي الى مواجهة مباشرة بين عناصر وضباط الجيش المنتشرين قرب الحدود والقوات الاسرائيلية، وهو ما لا ترغب به واشنطن، التي نصحت بطريقة اقرب الى «التحذير» بالذهاب بعيدا في تغيير «قواعد الاشتباك» لان التداعيات قد تكون خطرة، ويصعب السيطرة عليها اذا ما حصل اي «سوء تفاهم» ميداني.

غراهام يمارس «الابتزاز»

وقد دخل عضو الكونغرس الاميركي الداعم «لاسرائيل» لندسي غراهام على خط تبرير الاعتداءات الاسرائيلية، وتحذير الجيش من التصدي للجيش الاسرائيلي، وزعم انه لو «نزع سلاح حزب الله لتوقفت العمليات الإسرائيلية» وقال ان «التوغلات العسكرية الإسرائيلية في لبنان تهدف إلى قمع عودة ظهور الحزب. وفي محاولة مفضوحة لابتزاز المؤسسة العسكرية، قال غراهام، ان انضمام الجيش اللبناني إلى الحزب في قتال إسرائيل، يعرقل جهود المساعدة؟!

لماذا صعّد عون؟

ووفق مصادر مطلعة، لم يكن امام الرئيس عون اي خيار، الا رفع مستوى «الغضب» السياسي، لان الاعتداء الاسرائيلي على بليدا يبدو انه بداية لتصعيد ميداني، في سياق الضغط لفرض تفاوض مباشر، وفق شروط مجحفة، وبعدما بات الموقف الاميركي أكثر وضوحا لجهة منح «اسرائيل» حرية التحرك دون اي تقييد لأي «خطر» تصنفه تهديدا لها. وقد حصلت على «ضوء اخضر» اميركي للتحرك «اينما تشاء وكيفما تشاء»، وقد عبر وزير الحرب اسرائيل كاتس عن ذلك بالتأكيد ان الجيش الاسرائيلي سيستمر في عمليات التوغل متحدثا عن منطقة امنية في الجنوب. وفي حفل تخريج دفعة جديدة من الضباط، قال إيال زامير رئيس اركان العدو «اننا نعمل في جميع الجبهات بجهوزية عالية وسنعود بقوة أكبر في بعض الساحات…

مزاعم وتهديدات اسرائيلية

وفي السياق نفسه، وفيما نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤول امني قوله ان حزب الله ينجح بدرجات في اعادة بناء قدراته العسكرية، اكدت ان» إسرائيل» تدرس تكثيف هجماتها في لبنان، وابلغت الولايات المتحدة انها ستواصل زيادة هجماتها، خصوصا ان الاميركيين يشعرون بالقلق من رد فعل الحكومة اللبنانية، وزعمت ان حزب الله نجح في تهريب صواريخ قصيرة المدى عبر الحدود السورية.

بدوره زعم وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر» بان حزب الله بدعم من إيران يكثف جهوده لإعادة البناء والتسليح، وهذا خطر على أمن إسرائيل وعلى مستقبل لبنان، مؤكدا انه لا يمكن لإسرائيل أن تدفن رأسها في الرمال أمام مواصلة حزب الله جهوده لإعادة البناء والتسليح، ولفت الى انه أكد لمنسقة الأمم المتحدة لشؤون لبنان «عزمنا توسيع دائرة التطبيع والسلام في الشرق الأوسط».

ايام دقيقة وحاسمة

وامام هذه التطورات، تعتقد مصادر امنية، ان الايام المقبلة دقيقة، وقد تكون حاسمة لاستكشاف المدى الذي ستذهب اليه «اسرائيل» في التصعيد، اثر عقد رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو اجتماعا امنيا بالأمس، خصصه لمناقشة التطورات على الحدود مع لبنان، وكيفية التعامل مع اعادة حزب الله بناء نفسه… يضاف الى ذلك، كيف يمكن ان تترجم تعليمات الرئيس للجيش بالتصدي للتوغلات؟ وكيف ستتصرف «اليرزة» مع أي حَراك اسرائيلي ميداني؟ وهل كل تحرك يستدعي الدخول في مواجهة؟ وما هو شكلها؟ وإذا حصلت ما هي التداعيات؟

«جس نبض»؟

ولفتت تلك الاوساط، الى ان ما يثير الريبة، ان التصعيد البري الخطِر، يمكن ان يكون عملية «جس نبض» لمستوى الجهوزية داخل الاراضي اللبنانية، كمقدمة لتوغلات اوسع، وهو ما دفع الرئيس عون الى التحذير من مغبة حصول ذلك كونه سيشعل شرارة المواجهة مع الجيش، خصوصا ان هذه التطورات تاتي بين زيارتَي المبعوثة الاميركية مورغان اورتاغوس ورسائلها التفاوضية والمسؤولين المصريين السياسيين والامنيين لبيروت، وعلى اعتاب وصول السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى الى لبنان وما بينهما رفض «إسرائيل» اعتبار لجنة «الميكانيزم» الطرف الصالح لاجراء مفاوضات امنية مع لبنان الذي يرفض اي مفاوضات مباشرة.

ملف التزوير

قضائيا، وبعد ان اثبتت التحقيقات القضائية التي تولاها جهاز أمن الدولة بإشارة من النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان وجود شبهات حول عمليات تلاعب بنتائج الامتحانات وتزوير كراسات الإجابة والتلاعب بنظام العلامات، ما أدى إلى توقيف عدد من المتهمين وإحالتهم إلى القضاء المختص، ادّعت النيابة العامة المختصة باسم الحق العام على كلٍّ من المدير السابق للفرع الأول في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية (م. م.)، وأمين سرّ الفرع (ط. ب.) وعدد من الموظفين والمتدخّلين، وذلك بجرائم تزوير مستندات رسمية واستعمال مزوّر، والإخلال بواجبات الوظيفة، والإهمال الوظيفي، وعرقلة التحقيق، وتمزيق وإخفاء مستندات رسمية، والشروع بطمس أدلة، وتبييض وقائع تتعلق بالامتحانات الجامعية. وقد جاءت الادعاءات سندًا إلى المواد 454، 458، 459، 460، 352، 357، 376، 377، 219، و655 من قانون العقوبات اللبناني، إضافة إلى المواد المتعلقة بالإخلال بالوظيفة العامة المنصوص عليها في قانون العقوبات وقانون تنظيم الجامعة اللبنانية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى