طوفان الأقصى.. ورهان “حماس” (حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
منذ اللحظة الأولى للعملية النوعية التي نفذتها “حماس” في غلاف قطاع غزة، كان الموقف الرسمي لها أننا مستعدون للمفاوضات وللمواجهة على حدّ سواء.
موقف غير مفهوم ومرتبك وكأن قرار العملية النوعية ضد الاحتلال جاءت منفصلة عما قد يتبعها، أو أنها نفذت كخطوة استباقية لقرار تبلغته “حماس” من جهاز مخابرات عربي، كما يُحكى في الدوائر الضيقة، ويقضي القرار بتنفيذ هجوم مباغت من قبل قوات الاحتلال على غزة لشطب “حماس” كتنظيم وشطب غزة كجغرافيا.
بمعزل عن الخلفيات والأسباب، فإن المواجهات بدأت، و”حماس” اعلنتها صراحة أن أبواب المفاوضات مفتوحة، معتمدة على تواصل سياسي يومي مع القيادة القطرية التي كانت تطلب من “حماس” عدم إغلاق باب المفاوضات حتى لا تفتح أبواب المواجهات على المحاور الأخرى.
فقوى محور المقاومة، لاسيما المقاومة الاسلامية في لبنان وحلفاؤها من الفصائل المختلفة، لا يمكنهما فتح الجبهة الجنوبية مع ما تعنيه من كشف الأوراق والخطط والامكانات، ثم فجأة تجلس “حماس” مباشرة أو بطريقة غير مباشرة مع العدو للتفاوض.
ذلك إن حصل سيقلب المشهد بالكامل على لبنان والمقاومة، كفخ تتحول معه البلاد إلى غزة أخرى. وسيحمّل القريب قبل البعيد المقاومة في لبنان ضياع القضية وضياع ما تبقى من قدس أو فلسطين.
حكمة المقاومة في لبنان أجهضت هذا المخطط، وتعاملت منذ اللحظة الأولى وفقاً لتقديرات القيادة الميدانية والسياسية لحركة “حماس”.
ساهمت بإشغال العدو على جبهته الشمالية، ويبدو انها تتحضر لخوض المعركة الكبرى اذا ما طلبت منها “حماس” ذلك.
“حماس” ما زالت تنتظر دولة قطر، وقوى المحور تنتظر “حماس”، ويبدو أن كرة النار بدأت في التدحرج مع دخول حرب الابادة المعلنة مرحلتها الثالثة والأخيرة.
أيام قليلة فاصلة ستكون المنطقة فيها أمام مشهد أمني وسياسي مختلف، وستسقط معه قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، كحل الدولتين وحق العودة.
فإسرائيل لم تؤمن يوماً بمثل هذه القرارات، وهي عملت وتعمل منذ اقرارهما على تجويفهما وتفريغهما … والآن جاء دور قوى المقاومة لرفض مثل هذه القرارات غير المنصفة.
“فلسطين لأبنائها ،وعلى من زرع مستعمرة اسمها اسرائيل في الشرق الأوسط أن ليتفضل بأخذ وديعته”.
لكن السؤال الأساسي الآن: هل ما زالت “حماس” على رهانها القطري، أم ستقرع جرس العودة؟