بقلم الدكتور جواد الهنداوي- الحوار نيوز
انه رّدْ يوم السبتْ ، السابع من اكتوبر عام ٢٠٢٣ ،وهو امضى و اقسى من حرب يوم السبت ، السادس من اكتوبر عام ١٩٧٣ .
هو الرّدْ على كل جرائم اسرائيل .
سيقول الشعب السوري هو هذا ردّنا على جرائم واعتداءات اسرائيل المتكررة منذ سنوات على سوريّة ،و آخرها جريمة حمص يوم اول امس ٢٠٢٣/١٠/٥ ، ولا أحد ينكرُ دور سوريّة في تعزيز قوة المقاومة في فلسطين و لبنان .
سيقول الشعب الايراني هو هذا ردّنا على جرائم اسرائيل التي ارتكبتها ضّدْ علمائنا و أرضنا .و لا أحدْ يجهل دعم ايران اللامحدود للمقاومة الفلسطينية .
سيقول الشعب العراقي هو هذا ردّنا على جرائم اسرائيل التي ارتكبتها ضّدْ العراق ومعسكرات ونقاط الحشد الشعبي .
سيقول الشعب اللبناني هو هذا ردّنا على جرائم بني صهيون التي ارتكبوها ضّدَ شعب و ارض لبنان .
سيفتخر كل انسان حُرْ و كاره للظلم والتعسف بما قامت به المقاومة الفلسطينية .
معركة طوفان الاقصى اثبتت بأنَّ موازين الارادة اهم واقوى من موازين القوة ، و اثبتت انَّ الكيان المحتل هو فعلاً أوهن من بيت العنكبوت ، و أثبتتْ ان غزّة المُحاصرة قادرة على خلق الانتصار، و أنَّ الصمود يصنع النصر ، و أنَّ مع الصبر نصراً ، و أنَّ المقاومة المحاصرة ، وليس الجيوش ،هي التي حرّرت ،ولاول مرّة منذ ١٩٤٨ ، جزءاً من الاراضي الفلسطينية المحتلة .
طوفان الاقصى طّوفَ الكيان في وَحلْ الهزيمة والانكسار ،و بدّدَ اوهامه في الوجود و الهيمنة ، و ألبسهُ رداء العار .
طوفان الاقصى أثبتَ انَّ تحرير فلسطين لا يحتاج الى جيوش جرارة ، وانما الى استبسال وشجاعة و عقيدة مقاوم .
هي صدمة ليس لاسرائيل فقط ،ولكن لامريكا و للغرب الداعم ،دون شروط ، لجرائم الاحتلال ،ومنذ عقود .
بعد بيانات الاستنكار و الادانة التي تبنتها الدول الديمقراطية لمقاومة مشروعه من قبل شعب محتل ، سيبقون في حيرة من أمرهم عن ماذا يفعلون للحفاظ على وجود كيانهم الصهيوني ؟
خيّمَ الصمت على افواه ساسة الدول الديمقراطية ازاء الهجوم الارهابي ،الذي تعّرضَ له طلبة يحتفلون ،وعوائلهم بتخرجهم من الكلية العسكرية في حمص ،يوم اول امس ٢٠٢٣/١٠/٥ ، فاتتهم صواعق الطوفان لتكشف نفاقهم و زيفهم .
ما بعدَ طوفان الاقصى تحرير الاقصى ، و سيدرك العدو الاسرائيلي المتغطرس ،بأنَّ ما قالوه قادة المقاومة و ما وعدوا به ( صلاتهم في الاقصى و تحرير القدس ) هي حقائق وليست خيالا .
سيتردّدْ ، بعد الآن ،نتنياهو في عزف اسطوانات التهديد لايران وللبنان ، وسيكون مهزلة للآخرين إنْ وعدَ مستوطنيه والعالم بالقضاء على حزب الله ،و مهاجمة ايران .
هزيمة اسرائيل اليوم هي هزيمة لامريكا والدول الداعمة لها ،و هزيمة لعملاء اسرائيل .