طوفان الأقصى وطوفان الشارع العربي(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
نقولها بصراحة: غزة في خطر، والمقاومة الفلسطينية في خطر، والدولة الفلسطينية في خطر. الحقيقة أن فلسطين في خطر بهويتها وعروبتها وأقصاها…
الحرب على غزة هي حرب على ما تبقى من فلسطين عربية حرة. على ما تبقى من حلم باستعادة فلسطين، أو بتنفيذ القرارات الدولية التي محت مضمونها التطورات الميدانية وصارت وكأنها شيئ لم يكن.
لا الهيئة الدولية بتوازناتها السابقة هي هي، ولا الأرض الفلسطينية هي هي. فالمستعمرات الصهيونية في الضفة تنمو كالفطر على جسد السلطة الفلسطينية المهترئ، وأوصال الدولة الفلسطينية الموعودة مقطّعة كأشلاء طفل لم يبق منه سوى بعض الدماء الذكية.
نقولها بصراحة: لا تعود فلسطين إلا بطوفان للشوارع العربية كي تستعيد بلداننا هويتها الوطنية والقومية التحررية. كيف لمن استلبت هويته وبِيع استقلاله الوطني للأجنبي، من قبل مجموعات حاكمة، لا أولوية لها تتقدم على أولوية إدامة سلطانها في الحكم، أن ينتصر لفلسطين؟
كل الكلام العربي والتظاهرات نصرة لغزة، لن تؤتي ثمارها إلا إذا كانت موجهة ومنظة ضد لأنظمة العربية المتخاذلة، لاسيما في ما يسمى بدول الطوق.
غزة تحترق ويسعى العدو لإحتلالها وتصفية شعبها وشطبها كجغرافيا، فيما الأنظمة ترسل أكفانا وعلب البسكويت المنتهية الصلاحية!
أما الشارع العربي، يتظاهر ضد العدو وهو لا يجرؤ على انتقاد نظامه السياسي حليف العدو…!
إنها مسؤولية قوى التحرر الوطني والقومي العربي على إمتداد الوطن العربي قبل أي مكوّن آخر.
75 سنة والعدو يعمل على تدجين الأنظمة العربية والتسلل الى مفاصل إقتصادها ومؤسساتها المالية والاعلامية، وها هو يحصد نتائج الإستثمار الناجح في دولنا الفاشلة.
ليكن طوفان الأقصى بوابة لربيع عربي مختلف، وخلاف ذلك فلنستعد للأسوأ ونحن نتظاهر حزناً على أنفسنا.