كتبت هدى سويد – الحوارنيوز – إيطاليا
لماذا يا طلال ؟
عم تمزح ؟
كنت تناكفني بسلاستك المعهودة ، بصوتك الخافت الذي يهرب من الكلمات البليدة ، ذوقك الرفيع وحضورك النبيل الشفاف، قائلا ممازحا :
عم تمزحي ؟
نضحك سويا ويرتفع صوتنا دون ان نأبه بقوانين المجلة ، حيث عملنا سويا في الشارقة على مدى عامين في مجلة “الشروق”، وخضنا مع فريق افتتاح ومسيرة المجلة، وأسعدني التعرف إليك كزميل لبناني لم اكن اعرفه يعمل في باريس .
هناك تعبنا وفرحنا ، بكينا وصمدنا جميعا يجمعنا حلم وتجربة .
ثم التقينا بعد سنين في دار المصور عند الصديق رمزي الذي جمعني بك في حفل توقيع كتابي “أنا أبقى في البيت” ، جئت (وكنت تعمل في جريدة الشرق الأوسط في لندن ) رغم الظروف الخطرة يومها بعدما فرقتنا السنين ما بين الشارقة ، بيروت ، فرنسا وإيطاليا وقلت يومها :
عم تمزحي ؟
ثم ضحك.. وعندما يضحك طلال تنبع ضحكته من القلب، وكل الحواس وتضحك معه الأمكنة، الناس الأصدقاء، الناس والاشجار.
بعد ذلك تواعدنا على التواصل وتواصلنا هاتفيا مرات عدة، وكنت صامدا لا تتأفف من ألم، وكنت في كل مرة أهاتفك تخبرني انك متجه إلى المستشفى لإجراء الفحوصات ، لكن لم اقدّر يوما انك سترحل هكذا خطفا !
ارسلت لك ما كتبته بالإيطالية عن نقدك لكتابي اثناء تقديمه لمكتبة البلدية التي أقيم فيها، والذي اعتبره من بين ابرز وأجمل نقد حظيت به، فكتبت لي “مرسي يا هدهد” كما كنت تناديني!
لماذا يا طلال ؟
اتصلت بك في 12/نوفمبر كي اخبرك اني افكر بالمجيء إلى باريس، وهكذا اطمئن عليك وعلى صديقة غالية لي هناك فلم ترد ، كتبت لي في اليوم التالي انك ” في المستشفى.. عملية بسيطة لما اخرج منحكي “.
لماذا ؟
عم تمزح ؟
عندما قرأت الخبر سقطت في بحر فراغ . بكيت ثم تراجعت، لا اصدق .
شكرا يا طلال لاني عرفتك ، شكرا لاني التقيت بك من جديد في دار المصور دون موعد ،
شكرا لأننا تواصلنا من جديد . طلال طعمة عم تمزح؟ ♥️🌹
*أكاديمي وكاتب صحافي ورئيس تحرير مجلة “زهرة الخليج”