طفح الكيل..لكن فلسطين باقية(ماري ناصيف الدبس)
ماري ناصيف – الدبس – الحوارنيوز
٤٠٠ شهيد انضموا إلى الآلاف الذين سقطوا حتى الان في معركة الدفاع عن الأرض والهوية الوطنية.
لم يعد بالإمكان إحصاء مجازر الابادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة يوميا ضد شعب فلسطين الصامد رغم الحصار والعذاب اليومي على كافة المستويات.
لم يعد بالإمكان التغاضي عن المواقف المهادنة للأنظمة العربية التابعة، خاصة تلك التي طبعت علاقاتها مع العدو المجرم ،وفتحت له أبواب عالمنا العربي على مصراعيه رغم معرفتها بموقف شعوبها الرافض لمثل هذا التطبيع.
لم يعد بالامكان الموافقة على بقاء ما يسمى بسفارات العدو في مصر والأردن والامارات والبحرين وغيرها ،بينما تحصد طائرات هذا العدو الموت بالآلاف، وفي مقدمتهم أطفال رضع وفتيات وفتيان لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات ترقد اشلاؤهم مع امهاتهم وابائهم تحت ركام المنازل والمستشفيات، وحتى المدارس.
لم يعد بالامكان السكوت عن اصرار سلطة رام الله على عدم المساس باتفاقية أوسلو وبالاتفاقية الأمنية اللتين باسميهما تتم عمليات تصفية المدنيين وقتل الأبرياء بدعم ومساندة إدارة الولايات المتحدة وقيادات الاتحاد الاوروبي، وبمؤازرة حلف شمال الأطلسي وكل ما يملك من أسلحة.
طفح الكيل. بل هو طافح منذ قيام الكيان المغتصب وتشريد أصحاب الحق بفعل القوة العمياء التي تستخدم من أجل الحفاظ على مصالح حفنة من المستبدين.
فلسطين ستبقى رغم انوفكم، أيها المجرمون.
ستبقى لأنها قضيتنا المركزية ورمز الانسانية في عالم الاستعباد والاستغلال والجهل والجريمة والحقد الأعمى الذي تحاولون تعميم نموذجه بيننا.
غير انكم فشلتم في غيكم.
فها هي شعوب العالم تملأ الشوارع والساحات… تتحدى قمعكم وتهديداتكم، وتقول لكم: ان التغيير آت، ولن تستطيعوا ايقافه مهما تعددت أدوات القتل التي تملكون، وإن غدا لناظره قريب وقريب جدا.
*أكاديمية وعضو قيادة الحزب الشيوعي اللبناني