الحوار نيوز -خاص
أعلنت حركة طالبان السيطرة على كامل الأراضي الأفغانية بعد سقوط ولاية بانشير في يدها ،وأكد ذلك قائد جبهة المقاومة الأفغانية أحمد مسعود الذي أقر بالهزيمة ودعا الشعب الأفغاني الى مقاومة طالبان.
وقال قائد “جبهة المقاومة الوطنية” في رسالة صوتية أُرسلت إلى وسائل الإعلام “أينما كنتم، في الداخل والخارج، أحثّكم على بدء انتفاضة وطنية من أجل كرامة وحرية وازدهار بلدنا”.
وأكد مسعود في التسجيل الصوتي أن “المقاومة ضد طالبان مستمرة في بانشير”، داعياً للتظاهر ضد طالبان في كل مناطق أفغانستان، كما أقرّ بمقتل عدد من قيادات المقاومة العسكرية، مضيفاً أن “أفرادا من عائلتي قُتلوا في هجوم طالبان”.
واتهم طالبان بالعمالة وعدم الاستماع لعلماء المسلمين، مضيفا أن “طالبان تجلب الغرباء لقتل الشعب الأفغاني”، كما رفض “أي تدخل خارجي في أفغانستان”.
وكانت حركة طالبانأعلنت أنها باتت تسيطر حاليا على كل الأراضي الأفغانية، مؤكدة نهاية الحرب في البلاد، وذلك بعد إحكام قبضتها على وادي بانشير، آخر معاقل المعارضين لها.
وقال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في مؤتمر صحفي إن مسلحي طالبان سيطروا على وادي بانشير شمالي كابل، الذي كان يعد آخر معاقل المعارضة للحركة في أفغانستان.
وأكد مجاهد أن “الحرب انتهت رسميا في أفغانستان” بعد السيطرة على بانشير، وسعى لطمأنه سكان الولاية، قائلا بأنه لن تكون هناك أي أعمال انتقامية تستهدفهم”.
وأظهرت مقاطع فيديو عددا من مسلحي طالبان وهم يرفعون علم الحركة في بانشير، كما رصدت صور على وسائل التواصل الاجتماعي أعضاء من طالبان يقفون أمام بوابة مجمع حاكم بانشير.
وكانت حركة طالبان قد خاضت في الأيام الأخيرة معارك مع “جبهة المقاومة الوطنية” بقيادة أحمد مسعود، وتتمركز هذه الجبهة في الوادي المعروفة بتضاريسه الوعرة.
وكتبت الجبهة الوطنية للمقاومة على “تويتر” أنها لا تزال تسيطر على “مواقع استراتيجية” في الوادي، مضيفةً أن “النضال ضد طالبان وشركائها سيستمرّ”.
ويوفر وادي بانشير، المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، ميزة دفاعية طبيعية، إذ يمكن المقاتلين من التخفي في وجه القوات المتقدمة، لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتجاه الوادي.
ويمتد وادي بانشير الطويل والعميق لحوالي 120 كم من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي من العاصمة كابل، وتحميه الجبال ذات القمم العالية التي يصل ارتفاعها إلى 3000 متر.
هذه الجبال هي حواجز طبيعية تحمي الإقليم في مواجهة الهجوم الخارجي ما يجعله ثكنة عسكرية شديدة التحصين، مع توفر الغذاء والمياه، فهناك 126واديًا كبيرًا وعشرات الأودية الصغيرة تجعله قادر على الصمود أمام الحصار الطويل.
ومن عناصر الأهمية الاستراتيجية للإقليم ارتباطه بسبع ولايات أفغانية، وهي “تخار” و”بغلان”، في الشمال، و”كابيسا” من الجنوب، و”نورستان” و”بدخشان” في الشرق والشمال الشرقي، و”لغمان” من الجنوب الشرقي، و”پروان” في غرب بانشير، ما يشكل تهديدا لحركة طالبان في حالة بقاء الوادي خارج سيطرتها.
وتقفز الناحية العرقية ضمن الأسباب القوية للعداوة بين سكان الإقليم المنتمي أكثرهم لعرقية الطاجيك ،وحركة طالبان المنتمي كثير منها لعرقية البشتون، إضافة إلى جروح قديمة ممثلة في اتهام طالبان بالتسبب في اغتيال اثنين من زعماء الطاجيك هما برهان الدين رباني وأحمد شاه مسعود، وفي المقابل دعَّم الإقليم الغزو الأميركي المناهض لحركة طالبان في 2001.
وقبيل سيطرة طالبان على كابل، يُعتقد أن الإقليم أصبح ملاذًا لمخزون كبيرة من الأسلحة.
زر الذهاب إلى الأعلى