حروبسياسةمن هنا نبدأ

عندما يرفع “السيد” إصبعه..فماذا سيقول؟(واصف عواضة)

 

كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز

في الساعة الثالثة من عصر الجمعة في الثالث من تشرين الثاني ،سوف يتسمّر العالم أمام الشاشات ووسائل التواصل المختلفة، ليستمع بعناية واهتمام بالغين إلى كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

من لبنان إلى فلسطين والكيان الصهيوني إلى جميع دول المنطقة والعالم الغربي والشرقي،سيكون خطاب السيد بالنسبة لكل هؤلاء البوصلة التي ستوجه مسار الحرب المستمرة على غزة وتفرعاتها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.

ليس في الأمر مبالغة ولا مزايدة.فالسيد الذي صمت طوال ثلاثة أسابيع، حيّر العقول وصدم المستعجلين على موقف كبير لحزب الله لا يخرج إلا من فم السيد، وينطق من إصبعه المرفوع تهديدا ووعيدا، يعقبهما فعل يرفع الضيم عن غزة وأهلها.

لقد دار جدل كثير خلال الأسبوعين الماضيين حول موقف الحزب الذي ناله ما ناله من بعض القلوب الطيبة ومن المزايدين في الوقت نفسه. فمشاهد القتل والدمار في غزة لم تترك مجالا للعقل والحكمة والتروي،لكن الأمور في نظر المقاومة ومحورها لا تدار بمثل هذه الحميّة المفرطة.

لقد أعلن الحزب من اليوم الأول للمعركة على لسان أكثر من مسؤول وقائد، أنه ليس على الحياد ،ثم أقرن القول بالفعل حين فتح المعركة من جنوب لبنان ،وهو يعرف جيدا إنعكاساتها على أهل المقاومة نزفا ونزوحا وتهجيرا،وعلى لبنان بشكل عام. وقد حققت خطته أهدافها، وهي منسّقة مع قيادة المقاومة الفلسطينية،بحيث أبقت العدو في الجبهة الشمالية واقفا على رجل واحدة ،وحجزت أربع فرق من جيشه ،ودفعته إلى إخلاء مستوطناته في الشمال بما يعني ذلك من مترتبات على الكيان الصهيوني.

لم يعد خافيا على المتابعين أن مدى تدخل محور المقاومة خارج فلسطين كان مدروسا ومنسّقا ،وهو يعتمد على مدى تطور الوضع في غزة. وحتى الآن لم يستدع هذا الوضع تصعيدا وكشف أوراق أكثر مما هو قائم.فالمقاومة في غزة ما زالت على فعاليتها وجهوزيتها لمواجهة أي تقدم إسرائيلي داخل القطاع باستثناء بعض المحاور التي لم تتعد مئات الأمتار في أراض زراعية خالية من السكان. صحيح أن الخسائر فادحة في غزة في الأرواح والماديات ،لكن هذا الأمر يترك أثره لجهة تفاعل العالم مع هذه المجازر والفظاعات التي ترتكبها إسرائيل ،وفي النهاية ،لكل الحروب أثمان.

وعودة إلى بدء،

ماذا سيقول السيد نصر الله في خطابه الجمعة؟

أولا: ليس السيد بحاجة ليؤكد أن الحزب والمقاومة ليسا على الحياد ،وهو يترجم ذلك يوميا على الحدود الجنوبية.

ثانيا:سوف يؤكد السيد على التنسيق الكامل بين أطراف محور المقاومة،بما في ذلك سوريا والجمهورية الإسلامية الإيرانية ،حيث تكافح المقاومة في كل الساحات بسلاح ودعم الدولتين.

ثالثا:يفترض أن يؤكد السيد على أن محور المقاومة يتصرف وفق لتطور الأمور ،وأنه لن يتوانى عن استخدام كامل أسلحته وأوراقه، ومن كل الساحات، في حال تمادي العدو في غزة إلى المدى الذي يهدد المقاومة الفلسطينية . فوضع المقاومة في غزة هو الذي يحدد طبيعة المرحلة المقبلة.

رابعا: سوف يتوجه السيد إلى جماهير الأمتين العربية والإسلامية داعيا إلى مزيد من التحرك والضغط على أنظمتها لمواكبة الوضع في غزة بنوع من الكرامة التي تقتضيها القضية الفلسطينية.

خامسا:وفي الخلاصة فإن مضمون كلام السيد سيكون إبن ساعته،إذ يفصلنا عن يوم الجمعة أربعة أيام ،ووفقا لتطور الأمور سيكون للسيد كلامه المنسجم مع الحالة القائمة بعد ظهر الجمعة.

سادسا:يفترض أن يتوقف السيد أمام مؤامرة تهجير الفلسطينيين بما يشكل نكبة ثانية لأنهاء القضية الفلسطينية، وذلك في ضوء ما تم التخطيط له ومحاولة إنجازه مؤخرا، إسرائيليا وغربيا ،وفي ظل ما يتسرب من معلومات عن طروحات جرت خلف الكواليس في هذا المضمار.

 

يبقى أن السيد نصر الله قد يخصص جانبا من خطابه للوضع في لبنان، فينصح اللبنانيين باستغلال الفرصة والنزول عن الشجرة في ما يخص انتظام مؤسساتهم الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة تواجه التطورات الخطيرة في المنطقة ومدى انعكاسها على لبنان.

 وعلى الرغم من كل ما تقدم ،يبقى لدى السيد بالتأكيد، ما يقوله من خارج توقعاتنا وتحليلاتنا ،ما يفاجئ الجميع..وإن غدا لناظره قريب!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى