صديقي الجميل الدكتور علي حسن..وداعا!
كتب واصف عواضة
مرة أخرى ،نخسر صديقا عزيزا ونطاسيا بارعا وقلبا كبيرا، جراء وباء كورونا اللعين،هو الطبيب علي حسن الذي انتقل الى رحمته تعالى اليوم في مستشفى بهمن حيث كان يتلقى العلاج.
عرفت الدكتور علي قبل أربعين سنة ،حيث التقيته أول مرة في مستشفى الزهراء ،ولم تفارق صورته خيالي وهو مغطى بالدماء بثوبه الأبيض ،وهو يتنقل بين الجرحى الذين ضجت بهم ساحة المستشفى نتيجة الحرب التي كانت دائرة في ذلك الحين.
سافر الدكتور علي حسن بعدها الى دولة الإمارات العربية ،وهناك مارس مهنته في الطب بقلبه الكبير ،وهو جراح ماهر ،وكان يزور لبنان غالبا فنلتقي على عجل ،وحين استقر من جديد كانت تجمعنا دارة رفيق دربه الرئيس الدكتور سليم الحص،وبعض الندوات المتفرقة.
في السنوات الأخيرة جمعنا الصديق المشترك المحامي ناجي بيضون في دارته في المشرف ،فلا يمر أسبوع دون أن نلتقي مرتين وثلاث .وخلال هذه المدة عرفت الدكتور علي أكثر فأكثر،الطبيب والشاعر والأديب والكاتب والصديق الصدوق وصاحب النكتة المدويّة،حتى أنني أنشأت مجموعة أصدقاء عبر الواتس أب أسميتها "نبلاء المشرف" ،وكان الدكتور علي أحدهم بحيث تعززت روح الصداقة والأخوة بيننا الى أبعد الحدود.
لم نلتق في المشرف منذ ثلاثة أسابيع فقط ،منذ بدأ الإقفال العام ،حيث انفضّ جمعنا حذرا من الوباء اللعين ،لكن الكورونا ضربت الطبيب الحبيب وتفاقمت حالته فنقل الى المستشفى ،ولم نملك له غير الدعاء ،لكن القدر كان أقوى ،وفقدنا صحبة طيبة برحيله الى دار البقاء.
خالص العزاء للسيدة الفاضلة وفيقة الحسن والأبناء والعائلة الكريمة والأصدقاء جميعا ،خاصة "نبلاء المشرف" ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وَبَشِّرِ الصَّابِرِين الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ . أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ(صدق اللع العظيم)
• الحوار نيوز التي استضافت قلم الدكتور علي حسن على صفحاتها أكثر من مرة تتقدم بخالص العزاء لعائلته والأصدقاء والأسرة الصحية قاطبة