د.أحمد عياش – الحوار نيوز
صديقنا الرجل: هل تتذكرنا ؟
نحن الفتيات الخجولات في المدرسة ،ونحن صبايا المدن والريف الشامخات كأشجار السرو والصنوبر.
نحن ايها الرجل ،وردتك الحمراء عندما خفق قلبك حبّاً ،ونحن وسادتك عندما عزّ عليك النوم وباغتك الارق.
نحن النثر والشعر والسهم الجارح في القلب، ونحن العين الدامعة على صفحات كتبك السرّية .
اتتذكرنا؟
نحن الرموز المشفرّة كوشم على ذراعك وعلى صدرك .
نحن بلسم جراحك.
نحن اول حرفين نطقت بهما، ونحن آخر حرفين ستذكرهما بحنين عند الرحيل الاخير.
نحن “ماما” ونحن ال “حب”.
اتتذكرنا!
نحن رصاصات بندقيتك يوم تخلى العالم اجمع عنك في حصار بيروت، ويوم جثم الاحتلال بثقله على رفات اجدادنا.
نحن من تناثرت اجسادهنّ مع النسيم في الجبل الأشمّ ليكتب الدم في الهواء اسم “سناء”، ونحن “لولا” التي دفنها رفاقها في تراب الجبهة ومضوا بسلاحهم “ليزلغط” رشاشهم في عرس شهادتها .
نحن “سهى”.. و سهى لكل عميل سها ،ولكل خائن سها..
اتتذكرنا؟
نحن “يسار” ونحن “جميلة بوحيرد”،نحن “دلال” ونحن نساء العالمين واميرات الوطنيين ،ونحن الآه ان عظم الوجع ،ونحن الحنين ان هاجر الوطن.
تموت الدولة ويبقى الوطن.
الوطن انتماء وحنين واغنية أم قرب طفلها.
ونس حبيبة.
ايها الرجل اتتذكرنا!
نحن فطور صباح اطفالك ونحن روح باص مدرستهم في الشارع الى ان يصل .
نحن تكرار الأجيال وتطوّرهم،نحن الحضارة والرقيّ.
نحن الأم والأخت والحبيبة والصديقة والمعلمة.
نحن المقاتلة ان قلّت الرجال.
نحن الطيور إن زقزقت وان طارت ،نحن الهواء العليل.
نحن الشمس الأنثى التي تنير دربك عند الرحيل، ونحن انوار القمر المشّع في درب عودتك كي لا تضيع .
ايها الرجل،
ابق رجلا لنبقى إناثاً كي لا يولد “مرجل”بيننا.
لا لمرجل.
لا للكائن الثالث.
بيننا العدم، فنحن ولدنا ملتصقين حبيبين بإسم واحد،برونق مشترك،بقلب لا يخفق بسلام الا اذا كنا معا.
باقون معاً.
باقون معاً ،انت السنابل ونحن حبات القمح،انت البيادر ونحن الربيع.
ايها الرجل المطارد بعملك لتربح قوت عيشك، أتتذكرنا!
باقون معك عاملات ومزارعات ومناضلات.
انه يومنا.
يوم المرأة العالمي.
عاشت المرأة.