شموخ عبير نعمة وإحساس أميمة الخليل
إنتهى العام بالموسيقى مع مارسيل خليفة وعبير نعمة واستهل بموسيقى مارسيل خليفة وأميمة الخليل وباركيف تاسلاكيان وكورال الفيحاء.
أنا لا أكتب نقداً بخلاف ما يبدو للبعض بل هو راي متواضع فيما أراه وأقرأه وأسمعه، فإذا احببت كتبت. لا أحب النقد ولا أرى منه فائدة لعمل المبدع الخلاق.
ماذا يمكن أن نقول عن الموسيقى اجمل من الموسيقى نفسها وأفضل تكريم لها هو في الأستماع إليها مراراً وتكراراً وهذا ما أقوم به منذ حصلت على العملين الرائعين، تأليفاً وتوزيعاً وغناءً.
مع موسيقى مارسيل خليفة نتوقع الجميل وننتظره ولكنه يفاجئنا بالأجمل دائماً.
تعرفت على موسيقى الفنان مارسيل خليفة من أشرطته التي كانت تتكدس في بيتنا نحن المنحازون له وهو المنحاز لقضايانا العادلة فأحببتها،لاحقا فهمت الموسيقى أكثر.
فيما بعد كنت أغني لأطفالي ولكي يناموا أغنيات أميمة الخليل ومارسيل "نامي يازغيري، وعصفور طل من الشباك" وكنت أغفو ويظلوا ساهرين.
هي أغنيات حفرت في وجداننا ووجدان أطفالنا عميقاً، لذلك نحن منحازون لها بالطبع.
ليس صحيحاً أن من يحق له إبداء رأي في الموسيقى هو الموسيقي الأكاديمي حصراً، فنحن الناس الذين تكتب لنا هذه لنا الحق في التعبير عن سعادتنا بما يرمى بين أيدينا من سحر.
لطالما صعقنا من أخبار تتحدث عن نحل موسيقيين كبار لألحانهم ومارسيل خليفة لا يختلف عن هؤلاء سوى في انه يسرق ألحانه ونوتاته من كوكب بعيد لم تطأه قدم البشر.. .
ولنا حقا ان نتساءل عن هذه الغزارة في الإبداع ولا أقول الإنتاج لأن كل أغنية هي تحفة بحد ذاتها في كلا العملين.
تحتار اي من العملين هو الأجمل ولكن لكل عمل نمط غنائي مختلف عن الآخر ومتنوع من داخله الى أقصى الحدود.
كما ان لكل صوت جمال دمغته الخاصة فعبير نعمة الشموخ وأميمة الخليل الإحساس العميق.
ولوقيض لموسيقى مارسيل دمج الصوتين في لحن واحد لنستوعب كل الجنون الذي يعتمر مخزونه الإبداعى لما توانت عن ذلك.
كنت سأكتب عن أسطوانة عبير نعمة الرائعة ولكنني مندمجة بشدة في العمل "السابقة" في الموسيقى العربية.هو عمل رائد بكل المعايير والمقاييس. وسوف أعود إليه لاحقاً.
ليس من السهل أن تجد فناناً له تاريخ مثل أميمة الخليل ويقدم على عمل جماعي بهذه المجاميع والضخامة ويذوب ويضيء في المجموعة لصالح عمل بهذه الأهمية.
استمعت لأول مرة live لفرقة بريطانية تغني الأكابيلا في دار الأوبرا في مسقط وكانت تجربة مذهلة القاعة وهندستها وأكوستيك الصوت وألوان الخشب الوردية، وأصوات المنشدين بحيث كان من الصعب تصديق عدم وجود آلات موسيقية وعازفين.
ولكم كنت سعيدة بأن يقوم مارسيل خليفة مع اميمة وفرقة "كورال الفيحاء" بولوج هذا الباب الجميل من خلال "صوت"
هذا العمل الفاتن، ليدخل في موسيقانا العربية الغنية.
مقامات ومقامات من الصبا وحتى راحة الارواح…
في" صوت" قصائد منتقاة بذائقة شاعر كبير ولا ننتظر أقل من ذلك من مارسيل خليفة.
من يلحن من سفر "نشيد الأناشيد" كلاما" مقدساً عن قداس الحب والجمال لا بد وان يكون على هذا المستوى من السمو والجرأة. شلوميت والملك سليمان يتجولان في عمل فني لكي" تعود سليمى" ومن الجيد أن الكنيسة لم تمنع كما جهات أخرى.
في" صوت" شوق وحب ورجل وإمرأة وبحر وبحارة وصوت وصمت وجسد وآلهة وصهيل وصدى وديان بأصوات وغناء وهمهمات"ً لاتنتهي.
يبقى أن" موشح" عبيدو باشا بأجواء" سيد درويشية" بإمتياز بدا وكأنه بروفا مقصودة يوشوش فيها صوت مارسيل ويبدو وكأنه تحمس للغناء فشارك أميمة والكورال وهو يلقنهم اللحن وابقى عليه في التسجيل لكأن الأمر كان تجربة جميلة.
نعم هي تجربة رائدة وجميلة.
شكراً من القلب لباركيف تاسلاكيان القادم من الأطراف جغرافياً وموسيقياً، الى قلب الموسيقى العربية لقد أدخلت روحاً جديدة، عبر الأصوات البشرية حيث الحرارة تنتقل من جسد الى جسد ومن روح الى روح في فضاء الله.
هؤلاء المنشدون كيف يعزلون أسماعهم عما يشتتها ويدمجون أنفسهم في الإيقاع ويخلقون النغم ويشربون اللحن بهذا الجمال وهذه الدقة؟
أميمة الخليل كما عهدناك دائماً تتقدمين في الجد والى حيث يصل إحساسك وصوتك المرهفين، وأنت تستحقين التحية.
شكراً لك الفنان مارسيل خليفة.