شخصية الرفيق وليد جنبلاط: بين الاشتراكية والراسمالية.. بين الشفافية والاستتار
ان يجمع الرفيق وليد جنبلاط صفات متعددة، كأن يكون رئيسا وقائدا و زعيما وبَيكاً، يعني أنه صاحب شخصية استثنائية لها جمهورها ومؤيدوها وانصارها ومعجبوها، ومن الصعوبة او الاستحالة ان تكفي العوامل الاجتماعية -العائلية- الوراثية السياسية ان تصقل شخصية مرنة وذكية وقادرة على الشدائد وناجحة في الانحناء امام العواصف الامنية-السياسية، وصلبة ودموية عند الازمات الوجودية التي تهدّد طائفة بأكملها في عرينها التاريخي :عرين الجبل،بل اكتسبت الشخصية خصالا حميدة وسلبية كثيرة من زمن الحرب والسلم، وهذا امرٌ طبيعي…
يتذمر كثيرون من الرفيق وليد جنبلاط ويشتكون من إنعطافاته السياسية المفاجئة وقراراته الجريئة التي يجدونها متهورة ، وما هي بمتهورة ،بل تأتي خطواته في سياق تاريخي للأحداث يتطلب موقف اللاموقف، ويتطلب اللون الرمادي بين الألوان، فلا شيء في السياسة باق أبيض ولا كل احداث السياسة سوداء.
صحيح ان شخصية الرفيق وليد جنبلاط ذات تركيبة متناقضة تجمع الإشتراكية بالتاجر صاحب الرأسمال الكبير، وتجمع التقدمية بالوراثة العائلية ، وتجمع ثوابت الموحدين الدروز بقرارات شخصية متمردة بما خصّ الزواج من غير الدروز ،و تجمع بين باطنية فكرية تؤمن بالاستتار بالمألوف بتصريحات ومواقف واضحة و واقعية لا لُبس فيها ، فيها قدر من الحقيقة يتجاوز حدود مقدرة الواقعيين ،فليس جبناً واستتاراً بمألوف او تقية أن ينتظر الرفيق عند ضفة النهر مرور جثة قاتل ابيه…
هل من جرح نفسي ينزف ألماً اكثر من جرح وجدان الثأر لأب مفكر و زعيم ومعلّم ككمال جنبلاط ،رماه عسس بطلقات غدر عندما هوت لو أبصرت عيناه لأعتذرت،في زمن أذهل جبل الباروك ان ينحني فمشى في يومه الشجر ،في يوم أفلت الارز من حرّاسه ومشى* …؟
لولا تراكم تجربتنا في الطب النفسي ،ولولا ادراكنا ووعينا للتفسير المادي للتاريخ وللأحداث، ولولا معرفتنا الوثيقة بالجدليات التاريخية ، لكنا قلنا ان الرفيق وليد جنبلاط صاحب شخصية مريضة تدعى ثنائية القطب، تترنح تارة نحو الاكتئاب والسويداء وجلد الذات ووجع الضمير لانبعاث الندم والذنب ،ما يبرر الانعزال والانهزام والانسحاب والتشاؤم في سلوك المرء، وتارة نحو الافراط في الفرح والتفاؤل والمبادرة واقتحام المجهول بشجاعة قل ّنظيرها، واتخاذ قرارات اقرب منها الى المقامرة منها الى المغامرة كمصالحة خصم او عدوّ او قاتل أب او تفجير الوضع السياسي كله وخلط كل اوراق التحالفات لبناء تحالفات جديدة ربما مغايرة ونقيضة للسابقة…
كي لا يعتقد احد و خطأ ان كلامنا عن جمع التناقضات في شخصية الرفيق اثبات على شخصيته المريضة المزاجية المتبدلة والمتغيرة دورياً، فإننا نشدّد على ان تلك التناقضات تخضع لقانون وحدة الأضداد…
ربما تلال شبعا وكفرشوبا ليست لبنانية ،وربما ايضا ليست سورية ولا فلسطينية، انما المؤكد انها ارض شامية عربية مغتصبة من اعداء تاريخيين .
من كان من باقي السياسيين بلا خطيئة فليرمي الرفيق بحجر…
هذا هو القائد وليد جنبلاط ابن السلم وابن الحرب ، بطل الجريمة والعقاب والبطولات .