شخصيات مختلفة وسط الحراك وخارجه
تختلف الناس عن بعضها بميزات وطباع شخصياتها، وهذا الاختلاف متعدّد الى حدّ ان لكل انسان بصمة شخصيته الخاصة به ، الا ان قواسم مشتركة كثيرة تجعل بالامكان الكلام عن بعضها في المسارات المصيرية كالانتفاضة والحراك.
-الشخصية الاتكالية المتذاكية:
شخصية جبانة ، مترددة، تميل للنقد وللتأفف، سريعة السأم والضجر، لا تكمل مبادرة، تخاف التجربة كي لا تتعرض للفشل، تنتظر من الآخر الاقدام على الاقتحام لتجد لنفسها ممرا للولوج وللاستفادة، تعتبر ان في الانتهازية تذاكيا وحنكة وان في التضحية والانتفاض من اجل الآخرين حماقة وغباء وتهورا ما يفضح كرهها للناس وللانتماء.
ينتظرون من الآخر ان يضحي من اجلهم ليستفيدوا ، متعالون ، يظنون ان من واجب الاخرين خدمتهم، نبلاء من دون نبل.
انهم ضباع وثعالب الناس.
-الشخصية المقدامة والرائدة والثورية:
شخصية شجاعة،حاسمة لامرها،متفائلة باحتمالات النجاح، واثقة من خطواتها ومن رصانتها،نشيطة ،تبتكر المبادرات،تؤمن ان في التجربة صناعة لذكريات جميلة،تؤمن ان الفشل ليس بهزيمة بل درس تعليمي في الحياة، مثابرة ، مقدامة ، تسبق وتتقدم الآخرين في المواجهة والاقتحام،تكره الانتهازية وتحتقرها،تعتبر التضحية والانتفاض من اجل الآخرين واجبا انسانيا ثوريا وبطوليا ما يكشف حبها للناس وللانتماء.
انهم الثوريون الذين يغيرون مسارات الاحداث ، نبلاء متواضعون.
انهم نمور الناس.
-الشخصية العبثية :
شخصية تبعد القريب وتقرّب البعيد، تشوه الجميل وتجمّل القبيح، تجول العالم من مكانها، تميل للتفلسف دون حبك موضوع فلسفي واحد، لا تلتزم بافكار ثابتة كالعقائد فكل فكرة او حقيقة لديها ما هي الا فكرة مطاطة، تحتمل عدة اوجه ما يجعلها اسيرة الشك في الشك واسيرة الظنّ بالظنون، لا تؤمن بحقيقة ولا تصدق حدثا ولا تسير خلف قائد الااذا كان القائد مزيجاً من الخيال والاحلام والواقع، يشخصون الاشكاليات بدقة الا انهم لا ينتجون حلولا، شخصيتهم اقرب الى رائد فضاء يسبح بالافق بلا جاذبية، ثوريون لطيفون ، يصفقون للثوار الا انهم لا يبادرون الى الانتفاضة وان انتفضوا فأفكارهم وسلوكياتهم صدامية يائسة و من دون نتيجة و افق.
نبلاء بأفكارهم.
انهم النسور المدجنة بين الناس.
-الشخصية المأمورة التابعة:
شخصية غير مستقلة بخياراتها، تتحرك حسب تعليمات واوامر آخرين ،عادة ما تكون محدودة الثقافة بمعنى انها تؤمن بمسار فكري واحد من دون ان تكون بالضرورة محدودة الذكاء، كثيرون بين المتدينين وكثيرون بين الجنود وصغار الموظفين، يشكلون اغلبية عناصر الاحزاب او العصابات، يتمتعون بأفكار ثابتة غير خاضعة للنقاش، يعتقدون انهم اكتفوا بالحقيقة المتوفرة والمزروعة في عقولهم ما يجعلهم سريعي الاشتعال والانفعال ضد الآخر المختلف، خطيرين ان حملوا السلاح، يميلون الى تضخيم عضلاتهم وابراز قوتهم ليعوضوا شعورهم بنقص دائم، يميلون لتقليد قادتهم بلباسهم وحديثهم و سلوكياتهم، عادة ما يضحون من أجل الاخرين انما وفق تعليمات قيادية تديرهم .
عنيفون ، يعيشون ويموتون بلا ترك اي اثر يخلدهم انما يبذلون قصارى جهدهم في خدمة اسيادهم الذين عادة ما يكونون من شريحة جلادي الشعب او سارقيه.
انهم الذئاب المدربة والمدجنة بين الناس.
الشخصية المستسلمة لاقدارها:
انهم اللبنانيون المقهورون القابعون في منازلهم ، يتابعون الاحداث عبر الجهاز المرئي ويقفلون الابواب والنوافذ على انفسهم، فقدوا الثقة بالجميع، لا يصدقون ان هناك من يثور لاهداف نبيلة، يؤمنون ان الواقع يستحيل تغييره، مقتنعون بعبوديتهم، يؤمنون بلا جدوى كل نضال، انهم المهزومون والبائسون، يظنون انهم بحيادهم السلبي اذكياء الا انهم في الحقيقة خارج الاحداث.
انهم معظم الشعب اللبناني.
انهم طيور في الاقفاص.
عليك ان تختار في اي شريحة تحب ان تكون .