العالم العربيسياسة

سوريا وتركيا نحو المصالحة!(أكرم بزي)

 

كتب أكرم بزي – الحوار نيوز

يبدو أننا في اللحظات ما قبل الأخيرة للقاء القمة المزمع انعقاده قريباً بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والظاهر أن المصالح المشتركة بين البلدين لعبت دوراً محورياً وأساسياً بإعادة جمع ما فرقته الحروب التي شُنت على سوريا منذ العام 2011.

بعد تصريح الرئيس الأسد “من أن سوريا منفتحة على الحوار مع الجميع للجيران والأشقاء”، وأن سوريا “تتلقف المبادرات الإيجابية التي من شأنها تطبيع العلاقات مع تركيا”، والذي عبر عنه خلال لقاء مع المبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في دمِشق”،

 وبعد تصريح الرئيس العراقي محمد شياع السوداني حول اتصالاته التي يجريها بين الرئيسين التركي والسوري، والرد الإيجابي للرئيس أردوغان من :”أنه لا يستبعد المصالحة مع سوريا ولقاء الرئيس بشار الأسد”، وأنه  “لا يوجد سبب لعدم إقامة علاقات بين تركيا سوريا”، مضيفاً “أننا مستعدون للعمل معاً على تطوير العلاقات مع سوريا تماماً كما فعلنا في الماضي”، وأضاف “أجرينا لقاءات مع السيد الأسد حتى على المستوى العائلي. ليس هناك ما يمنع من حدوث محادثات في المستقبل، فقد تحدث مرة أخرى”.

بعد كل هذا،كشفت صحيفة “الوطن” السورية أن اجتماعاً سورياً-تركياً ستشهده بغداد قريباً، وذلك في إطار “بداية عملية تفاوض بين الجانبين قد تُفضي إلى تفاهمات سياسية وميدانية”. ونقلت مصادرها أن الجانب التركي “طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري ومن دون حضور أي طرف ثالث، وبعيداً عن الإعلام، للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها”. وأضافت أن خطوة إعادة التقارب بين دمشق وأنقرة، “تلقى دعماً عربياً واسعاً وخصوصاً من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة”، كما تلقى دعماً من قبل الصين وإيران وروسيا. وأشارت إلى أن هذه الدول ترى أن الظروف “أصبحت مناسبة لنجاح المفاوضات بين الجانبين”.

يبدو أن ما تقوم به الولايات المتحدة من إعادة خلط للأوراق في الشمال السوري، إن كان من خلالها دعم قوات سوريا الديموقراطية “قسد”، ودعم الميليشيات المسلحة الإرهابية تارة أخرى، وما تحاول “قسد” القيام به من الإعلان عن “إنتخابات”، وتنظيم “استفتاء شعبي” وعن انتخابات مجالس محلية وما سيتبعها من تشكيل “برلمان”، أثار حفيظة تركيا التي تتوجس من الدور الاميركي على هذا الصعيد، خاصة وأن الإدارة الأميركية تتلاعب وبشكل متناقض، تارة مع الاتراك وتارة أخرى مع قسد والتنظيمات الإرهابية والمتشددة في الشمال السوري.

فالولايات المتحدة الأميركية تريد من تركيا أن تبقى تحت مظلتها بما تشكل من ثقل كعضو في حلف “الناتو”، وتحاول إبعادها قدر المستطاع عن روسيا والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولتبقى ورقة بيدها تساوم بها ساعة تشاء ضد روسيا والصين وإيران. وروسيا تريد العكس تماماً، وهي (أي روسيا) تدفع باتجاه إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا من جهة، وتشكيل محور روسي سوري عراقي تركي أمام محور أميركي – كردي ليس لمصلحة الأتراك وسوريا والعراق بأي شكل من الاشكال.

وهنا لا بد من طرح مجموعة أسئلة جوهرية حول هذا الحلف (الروسي العراقي السوري التركي):

هل أردوغان جاهز للانسحاب من المناطق السورية التي ما زالت تحتلها؟

وهل تركيا جاهزة لضرب المنظمات الإرهابية التي كانت تمولها وعاثت فساداً في الشمال السوري وغيرها من المناطق؟

وهل هي مستعدة فعلاً لطي صفحة الخلافات السياسية التي نشأت منذ العام 2011؟

من المبكر التحدث عن اللقاء المباشر بين الرئيسين التركي والسوري، ولكن يبدو ان وتيرة الاجتماعات على أعلى المستويات بين القيادتين لتذليل العقبات وإعادة تنظيم الخلافات بينهما، وهنا يأتي الدور العراقي والروسي بالضغط للانتهاء من كافة الصعوبات وتذليلها وتليين المواقف، ويبدو أننا سنشهد لقاءات وتطورات قريبة جداً في العاصمة بغداد، يليها لقاء مصالحة في دمشق بين الرئيس التركي أردوغان والرئيس السوري بشار الأسد.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى