رأيمن هنا نبدأ

سوريالية لبنانية تحت الواقع لا فوقه (حسن علوش)

 

 

حسن علوش – الحوارنيوز

 

السوريالية كمفهوم لتجاوز “الواقعية” في الفنون وأشكال التعبير المختلفة، هي في لبنان حاضرة في المشهد السياسي الرسمي، لكنها تحت الواقعية وخلفها لا فوقها.

أبناء المدرسة السوريالية يتركون للعقل حريته الكاملة في التعبير والتوليف والتأليف، ويستمدون أدوات التعبير من مشاهدات مادية حقيقية، كأن يشرب سلفادور دالي من حذاء فلاح تدلت منه صدور عاريات فاتنات لسيدات متزوجات خرج من لجينهن قرون كتب عليها اسماء عشاقهن. 

أما في لبنان فالسوريالية واقعية وتحت الواقعية. يقرر المسؤول عنا ما يريد، فيرسل خلف الصحافة والاعلام، ليشرب أمامهم مياه قررت احدى الوزارات المعنية أن فحوصاتها تحتوي تلوثاً. 

المسؤول الاكبر لم يسأل المسؤول الأصغر، ولم يسائله.. لأنه يعلم ( والله وأعلم) أنه اقوى من الفيروس الملوث، فيشرب لأن الفيروسات لا تفعل به شيئا.. 

ناصر الشركة ( قطاع خاص) على الوزارة، ويأتيك من يطلق من الوزراء مشروع إعادة تكوين الإدارة!

 

قرر المسؤول الأكبر أن يشرب كما لو أنه موظف في الشركة، لا رئيس حكومة!

سوريالية مطلقة..

رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله وفد الحزب الشيوعي اللبناني يتحدث عن “تحرير الجنوب”، ومن الجنوب يتحدث رئيس الحكومة نواف سلام عن عودة بلا تحرير وعن إعمار بلا مال!

ليواكبه وزير داخليته، (تخيلوا داخلية سلام سوريالياً) بأن يرسل فرع المعلومات من مخفر بنت جبيل لتوقف بلدية عيترون عن رفع بعض الردم لردم بعض الحفر!

وزير الصحة بالوكالة نزار هاني وقع قرارا إداريا صرفاً مبنيا على فحوصات علمية، والقرار ينص على تعليق الإنتاج لتبيان موضع الخلل بغية تصحيحها… خاف من ردة فعل حزب القوات اللبنانية، وقيل انه جاءه اتصال من مسؤول حزبي كبير ليطلب اليه إلغاء القرار ( بعد تعنيف)، فوقع المسكين بين تنور وتنورة، أي تنورين!

– قرارك يا معالي الوزير عم بهدد بإنفراط تحالفنا الانتخابي مع القوات.. حضرتك بتحملوا؟

-لا لا هلأ رح أعلن أن انا ما بشرب الا تنورين وشوف كيف بعالج الموقف.

نسيا، المسؤول الحزبي والوزير الحزبي، أن أول من بادر إلى إطلاق حملة سلامة الغذاء هو الوزير وائل ابو فاعور، وكانت الحملة موضع ثناء اللبنانيين جميعا، وشكلت مصدر ثقة بالإدارة اللبنانية وبالاقتصاد اللبناني لا العكس.

وحينها، لم يصنف أحد مذهب الفلافل ولا السبع بهارات، ولا حتى اللحوم على انواعها: بقرا، نعاجا، ماعزا، أو حتى حميرا محلية أو مستوردة.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى