دولياتسياسة

سنة أولى حرب والآتي أعظم:روسيا وأوكرانيا ..خسائر بالجملة والحبل على الجرار

 

الحوار نيوز – خاص

سنة مضت على الحرب في أوكرانيا،ولا يبدو ثمة أفق لنهايتها،وهي تحولت إلى حرب عالمية نتيجة الدعم الذي يقدمه الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأميركية لأوكرانيا،لدرجة أن هذا الدعم بلغ 130 مليار دولار،وهو رقم خيالي لايمكن المرور عليه مرور الكرام .

فجر الرابع والعشرين من شباط/فبراير 2022 شنت روسيا حربا على أوكرانيا أطلقت عليها اسم “العملية العسكرية الخاصة”، وما كان يفترض أن ينتهي خلال فترة وجيزة امتد إلى عام، في حين لا يلوح في الأفق أي نهاية للقتال الذي أوقع عشرات الآلاف من القتلى في الطرفين، ودمارا كبيرا في أوكرانيا.

 

وفي وقت يتوقع المراقبون أن تتصاعد وتيرة هذه الحرب في الربيع المقبل ،لا يمكن التغاضي عن الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها هذه الحرب لدى الطرفين،فضلا عن الإنعكاسات التي تركتها على الاقتصاد العالمي،والإصطفافات العالمية الجديدة التي أحدثتها.  

والواقع أنه ليس هناك إحصاء دقيق لخسائر الطرفين ،وثمة تفاوت كبير في الأرقام المعلنة للضحايا بين مصدر وآخر،لكن بالتأكيد أن حجم الدمار الذي لحق بأوكرانيا ومؤسساتها لا يقف عند حدود معينة.

 الخسائر البشرية

تقول أرقام قدمتها النرويج إن حصيلة الخسائر في صفوف الجيش الروسي بلغت 180 ألف قتيل وجريح، ونحو 100 ألف جندي أوكراني قتيل.روسيا وأوكرانيا متحفظتان عل ذكر خسائرهما طوال العام الأول للحرب، ولم تتطرقا إلى الأمر إلا قليلا.

وتقول الأرقام الرسمية الروسية إن أقل بقليل من 6 آلاف جندي قتلوا، لكن هذا الرقم يعود إلى أيلول/ سبتمبر من عام 2022.

في المقابل، تقول أوكرانيا في آخر إحصاء نشرته في كانون الأول/ديسمبر 2022 إن 13 ألف جندي من قواتها قتلوا.

وفي الخلاصة  أن الهجمات الروسية المتعددة أحدثت خسائر جسيمة في الجانب الأوكراني، وهو ما يتضح من كثرة الأعلام الصفراء والزرقاء المنصوبة في المقابر، وفق “فرانس برس”.

على صعيد الخسائر البشرية المدنية ،ففي ماريوبول مثلا، المدينة الساحلية في الجنوب الأوكراني، تحوّلت المباني إلى هياكل سوداء، وكانت الجثث تغطّي الشوارع بعد ثلاثة أشهر من القصف الروسي. وأحصت كييف أكثر من 20 ألف قتيل مدني أوكراني في المدينة.

وفي الإجمال، يُقدّر أن 30 إلى 40 ألف مدني قتلوا في الحرب، وفقا لمصادر غربية. وفي نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، قدّرت الأمم المتحدة عدد القتلى والجرحى بنحو 18 ألفا، مع الإقرار بأن “الأرقام الفعلية أعلى بكثير”.وقالت كييف إن بين القتلى أكثر من 400 طفل.

 اقتصاد منهار

مبانٍ مدمرة ومصانع أغلقت وبنية تحتية منهارة: تنتشر مثل هذه الصور من جميع أنحاء جنوب وشرق أوكرانيا حيث يتركز القتال منذ تراجعت القوات الروسية عن محيط العاصمة كييف في نيسان/ أبريل.

التكلفة هائلة بالنسبة لأوكرانيا التي تقلّص ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 35% في عام 2022، وفقا للبنك الدولي. وقدّرت أكاديمية كييف للاقتصاد في كانون الثاني/يناير الأضرار بنحو 138 مليار دولار، بالإضافة إلى 34,1 مليار دولار هي خسائر القطاع الزراعي.

 وأحصت منظمة يونسكو من جانبها تضرر أكثر من 3000 مدرسة و239 موقعا ثقافيا.ومنذ أيلول/سبتمبر، استهدفت موسكو بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة. وبحلول كانون الأول، كان نصف منشآت أوكرانيا تقريبا في هذا القطاع متضررا، ما أدى إلى إغراق الأوكرانيين في الظلام والبرد.

 

 

اللاجئون

تسبّب القتال، وفقا للأمم المتحدة، بمغادرة ما يقرب من 8 ملايين شخص أوكرانيا ونزوح 6 ملايين آخرين داخليا. وتستضيف بولندا أكثر من مليون من اللاجئين الأوكرانيين، ما يجعلها أول دولة مضيفة لهم.

ويقول المسؤولون المعينون من طرف روسيا إن ما لا يقل عن 5 ملايين أوكراني غادروا بلادهم إلى روسيا. لكن كييف تتحدث عن “إجلاء قسري”.

المساعدات العسكرية الغربية

طالبت كييف الغرب بتزويدها معدات حديثة في مواجهة الهجوم الروسي.في نوفمبر، قدّر معهد البحث الألماني كيل بنحو 37.9 مليار يورو قيمة المعدات العسكرية التي وعد شركاء كييف بتقديمها لها.

ويعتقد أن قاذفات “هيمارس” الأميركية الصاروخية المتعددة التي يبلغ مداها 80 كلم والمتفوقة على المعدات الروسية، أسهمت في التقدّم الكبير الذي سجلته قوات أوكرانيا في الخريف وفي استعادتها مساحات شاسعة من أراضيها في مناطق خاركيف في الشمال الشرقي وخيرسون في الجنوب.

وفي يناير، قرر الغرب تسليم كييف دبابات ثقيلة، بعد أن تردّد في ذلك فترة طويلة. وتطالب أوكرانيا بتزويدها بطائرات مقاتلة.

هذه الوقائع تنبئ بأن الحرب في اوكراني آيلة نحو مزيد من التصعيد والتوتر،حيث تسعى موسكو إلى إبعاد مدى الصواريخ الجديدة التي سلمت لأوكرانيا عن الأراضي الوسية ،وهذا ما يدفعها إلى السيطرة على مزيد من الأراضي الأوكرانية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى