منوعاتوفيات

سليم الحص:الرجل الذي عاش محترَما..ورحل محترَما (واصف عواضة)

 

كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز

 قلما حظيت شخصية سياسية في تاريخ لبنان بالإحترام الذي حظي به الرئيس الراحل سليم الحص .فسواء اتفقت معه في السياسة أم اختلفت ،فإنك ملزم باحترام هذا الرجل الذي عاش محترَما ورحل محترَما.

هو الرجل الوقور، المبدئي، العنيد في الحق،الحائد عن الباطل،الزاهد في الدنيا ومباهجها ،نظيف الكف ،عفيف اللسان،المقاوم الجسور بالقلب واللسان.

من رياض الصلح حتى نجيب ميقاتي ،كان سليم الحص ربما رئيس الحكومة الوحيد الذي لم تنل منه ألسن العقلاء ولا السفهاء في شخصه ،فاستحق أن يكون ضمير الوطن.

نعم ،كان الرئيس الحص مزعجا في حياته العملية وخلال توليه السلطة..ولكن للفاسدين والمفسدين والناهبين والمزورين والمرائين والكاذبين والسافلين وتجار السياسة والدين والطوائف. لكن الرئيس الحص الذي كلّ لسانه وجسده وضميره الحي من النصيحة والموعظة الحسنة لتفادي ما وصلنا اليه من انهيار ،أمضى خريف العمر بحسرة ،عازفا حتى عن الكلام ،بعدما فات ميعاد الإنقاذ من لدن طبقة سياسية ونظام أفلس في تحقيق القيامة لهذا الوطن الجريح .

هذا الرجل النزيه الآدمي النظيف الكف والعقل ،أقضّ مضجعه،أنه لم يستطع ان يلجم الموغلين في نحر البلد وأهله ،فشهد في عزلته أسوأ ما يمكن أن يشهده صاحب ضمير حي،ولربما كان هذا الضمير يفضل ألف مرة لو كانت خاتمته الدنيوية، قبل أن يعيش هذا الإنهيار المريع لوطن أحبه وعمل المستحيل من أجل قيامته.

وليس من باب الصدفة أن يكون مثواه الأخير إلى جانب أحد الأئمة الكبار عبد الرحمن الأوزاعي على مدخل بيروت الجنوبي،وهو إمام العيش المُشترك في لُبنان.

قد يقال الكثير في سليم الحص الذي عرفته وعايشت مسيرته على مدى نصف قرن من الزمان بحكم عملي الصحافي،لكن خير الكلام ما قلّ ودلّ.

بالتأكيد ،كل نفس ذائقة الموت ،وسبحان من لا يفوته فوت ،لكن ضمير الرئيس الحص سيبقى في ذاكرة الأجيال ،معلما يهتدي بوحيه كل وجدان حي.

رحم الله الرئيس الحص وأسكنه فسيح جنانه.

 سيرة ذاتية

سليم أحمد الحص(20 كانون الأول 1929) رحل عن 95 عاما بعدما شغل منصب رئاسة الوزراء خمس مرات، وانتخب عضواً في مجلس النواب لدورتين متتاليتين.  

ولد  في منطقة حوض الولاية (بيروت). تعلم بدايةً في مدارس المقاصد، ثم أكمل دراسته الجامعية في الجامعة الأميركية في بيروت ليحوز شهادة في الاقتصاد والعلوم السياسية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأميركية ليحوز من جامعة أنديانا شهادة الدكتوراه في الاختصاص نفسه .

تولى رئاسة الحكومة اللبنانية خمس مرات:

 

 شارك في الحكومات :

انتخب عام 1992 نائباً عن بيروت، وأعيد انتخابه عام 1996 عن نفس المقعد وذلك حتى عام 2000 عندما خسر بالانتخابات بوجه القائمة التي شكّلها الرئيس رفيق الحريري.

 شغل مناصب عدة منها:

  • عضو عمدة دار الأيتام الإسلامية
  • عضو مجلس امناء صندوق العون القانوني للفلسطينيين 2003
  • أمين عام منبر الوحدة الوطنية 2005
  • رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لمكافحة الفساد 2005
  • عضو مجلس أمناء المؤسسة العربية للديمقراطية 2007
  • عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى
  • عضو مجلس أمناء جامعة المنار في طرابلس (مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي)

 

تزوج من ليلى فرعون (توفيت عام 1990 ) ولهما ابنه وحيدة: وداد سليم الحص.

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى