د. نظير جاهل – الحوارنيوز خاص
تماماً وعلى عكس ما يشاع بأنه لم يتغيّر شيء بعد زيارة الوزير لودريان وان المبادرة الفرنسية انتهت، فإن هذه الزيارة فعلت دينامية المبادرة واعطتها زخماـ وجعلتها غير قابلة للتجاوز.
اذ ما هو منطق هذه المبادرة ؟
انها بطبيعتها الأساسية سلبية ،اي انها تطلب من القوى الحاكمة وبكل بساطة ألاتتمثل بالحكومة! أما الصيغة الإيجابية التي تقدمها والمتمثلة “بحكومة المهمة” فلا تشكل الآن الحيثية الحقيقية” أو الجانب” المهم ” من المبادرة ؟ إنها أرضية لهدف غير قابل للتحقق بالتركيبة السياسية الراهنة . ارضية تبنى عليها دينامية تُسرّع بتفكيك هذه التركيبة التي أصبحت مترهلة . بمعنى ما نحن نشهد تصفية معادلة الوكالة السورية ببعدها الاقليمي السعودي الإيراني التي استمرت بعد انسحاب الوكيل ، بمحاولة متعثرة “للتوافق “على استحضار منطقها ، تصفيتها للانتقال إلى مرحلة الوصاية الدولية. وهذا فعلاً مايحصل .
فما حصل حتى الآن هو انكشاف أن العودة لشكيل الحكومة الوفاقية التي استمرت مجوفة من معناها وقدرتها في ظل احتدام الصراع السعودي الإيراني بات مستحيلاّ . وما يجري الآن انما استهلاك أطرافها المحلية إجمالا وخاصة موقع الحريرية وتعييناً معادلة حزب الله التوافقية.
والواقع أن سقوط المعادلة التوافقية الحكومية يؤشّر إلى انهيار صيغة “الساحة ” التي على أساسها تتم قراءة الأحداث فتظهر زيارة لودريان عبثية كونها لا تتناغم مع يحصل في فيينا . ولكن ماذا يحصل في فيينا سوى محاولة إيجاد بدائل ومخارج لتقليص النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان بعد العراق.؟! وكيف تكون المبادرة الفرنسية مفارقة لما يحصل من إعادة توزيع القوى والمواقع في المنطقة وهي فعلياً بصلب ما يحصل؟!
بالأساس شكل تموضع إعادة الإعمار بشركة تختصر المدينة وطاقة المقاومة بحزب يحوّل الطائفة إلى بطانة تابعة له بالولاء ركيزة معادلة الوكالة الإقليمية على لبنان ، وما يقوم به الرئيس الفرنسي اليوم انما تسريع انهيار منطق هذه الوكالة باستثمار ما قامت به الاطراف الحاكمة المرتهنة من نهب وجعل إعادة تركيب الكيان محلياً أو إقليمياً أمراً مستحيلاً …اي ما يقوم به هو ترسيخ السيطرة الغربية على بلاد العرب انطلاقا من ترسيخ الوصاية على لبنان .وبهذا المعيار المبادرة الفرنسية تتقدم!
*باحث واستاذ جامعي
زر الذهاب إلى الأعلى