روسيا وأوكرانيا ونهاية الجغرافيا والتاريخ (د.أحمد عياش)
بقلم د.أحمد عياش
أحسناً فعل او أخطأ الرئيس بوتين ،فإن العالم صار ثقيلا على نعمة الحياة، والتطوّر الغربي اثبت عنفه كما الحضارة الانسانية اثبتت زيفها.
وحدهم الماء والعسل والخبز وانهر الخمر مفيدون في الجنة.
ان نظرنا الى خارطة اوكرانيا، بلاد الروس القدماء، نجد ان الرئيس بوتين قد عقد العزم على تقسيم اوكرانيا بين شرق وغرب نهر الدنيبر الذي يقطع البلاد من الشمال الى الجنوب بحدّ السيف والماء والدماء.
حتى كييف ستصبح كييف الروسية شرق النهر، وكييف اللاروسية غرب النهر.
ثروات الارض وميول الناس للانتماء الروسي في شرق الدنيبر يشيرون بوضوح ان الرئيس بوتين سيقيم دولة جديدة تجعل من بحر ازوف روسياً خالصا بعد اسقاط مدينة ماريوبول، كما سيجعل دولة غرب اوكرانيا الجديدة بلا شاطىء عند البحر الاسود بعد اسقاط اوديسا.
تشيرنوبيل و زابروجيا النوويتان صارتا في حمى موسكو، ولن تقوم قيامة لاية دولة نووية مجاورة لتهدد امن العقل الروسي المقتنع ان العالم لا يحبذ وجوده.
الغرب يفضل الويسكي على الفودكا.
تناطح الشرق والغرب داخل الوطن العربي و داخل العالم الاسلامي لحين انتهت اهداف الصراع ،وصار لزاما على التناطح المباشر في اوروبا وعند حدود الاسكا-سيبيريا غداً.
انتهت اهداف المال في بلاد العالم الثالث ،وصار لزاما على الاعداء الاصيلين ان يتقاتلوا مباشرة، وليس في سوريا وفي ليبيا وفي فلسطين وفي هونكونغ وتايوان ويوغسلافيا.
ادرك النظام الرأسمالي العالمي ان عليه ان يلفظ أنفاسه الاخيرة ،وقد اوكل الامر للرئيس بوتين ان يوقع على نهايات التاريخ بعد ان يعيد ترتيب الجغرافيا.
لن تبقى تايوان بعيدة عن وصاية بكين ولن يطول صبر بيونغيانغ على سيول وطوكيو و واشنطن.
صارت صهيونية تل ابيب عبئاً على نفسها وعلى حلفائها، فإما ان تمتد من الفرات الى النيل او تختفي بخطأ ايراني.
يملك العدو الاسرائيلي 90رأسا نوويا، وطهران تملك ما لا يقل عن خمسة رؤوس نويية اختفت في يوم من الايام بعد سقوط الاتحاد السوفياتي العظيم بين كييف في اوكرانيا وبين مدينة بليفن في بلغاريا في سوق سوداء لبيع اسلحة محرّمة.
لم يقتنع ابن لادن بشراء رأس نووي.
هذا لا يكذب نوايا طهران انها لن تصنع سلاحا نوويا فالفتوى دقيقة في تفاصيلها.
تعب العالم من وجوده وصار لزاما عليه ان ينهي نفسه طالما القائد كوفيد التاسع عشر وان فشل في مهمة انقاص اعداد البشر. فقد نجح في فضح زيف التعاون والتعاضد الانساني بين دول ادّعت الرقي والتطوّر والحضارة في نظام الربح والخسارة كيفما اتفق ،للحفاظ على رفاهية دموية لشعوب على حساب مآسي شعوب اخرى.
صار الضغط على الزر النووي في حقيبة بوتين او “كيم جونغ ان” واجباً الهياً ليعيد الربّ خلق انسان آخر مختلف باربع اعين في الوجه، و بعينين اثنيتين في خلفية الرأس وبأربع ايدي وباربعة ارجل وباربعة قلوب وبكبدين اثنين وبامعاء اطول لعلّ الانسان يعيش بأمان اكثر في عالم مختلف.
سيعيد الرب ترتيب آياته في كتبه المقدسة وسيعدل في ضرورة خلق الانسان في احسن تقويم، ولو ان الرب سيضطرّ لردّه مرة اخرى الى اسفل السافلين .
وكأن الانسان بحدّ ذاته كان مشروعا فاشلا للآلهة. فقد خلق من من دم الاله اللعين كينغو ليخدم الآلهة بعدما استخدمته تهامة للثأر لزوجها ابسو من اولادها الذين اعدموه ليرتاحوا منه.
ابسو لا يحب ضجيج اولاده عند نومه .
مردوخ لم يكن موفقا.
ولتكن نهاية العالم بما اننا قد ملأنا الدنيا ضجيجا بحروبنا وبالحرام، ما ازعج الرب في السماء الذي يدعو للمحبة وللسكون وللهدوء.
نهاية التاريخ بعد اعادة ترتيب الجغرافيا وكل دنيا وانتم بخير.
امض قدما ايها الرئيس الاحمر الشعر وقصير القامة وفارق السنّين واعلن انتهاء الحكاية.
كنا وما زلنا وسنبقى صورا متحركة في الاساطير.