محمد صادق الحسيني
عملية الانتشار العسكري السريع والخاطف ، لقوات حفظ السلام في كازاخستان ، التي بدأت يوم امس الاول ، قد اسفرت عن :
– افشال هجوم استراتيجي شامل شنته عصابات تنظيم داعش وقوى محليه اخرى متحالفة معها داخل كازاخستان ، وشارك فيه عشرين الف مسلح في طول البلاد وعرضها .
– وبذلك تكون هذه القوات ، وعمودها الفقري ، القوات الروسيه المجوقله ، قد حمت القفص الصدري ، اي القلب والرئتين ، لآسيا الوسطى . وهذه هي منزلة كازاخستان في تلك المنطقة.
– وعليه فان الانتشار الاستراتيجي السريع والفعال لهذه القوات ، التي بدأت تنفذ مهماتها القتالية فور هبوطها على الارض ، قد شكل مظلة استراتيجييةً لكل الدول المشاركه في العمليه . بمعنى ان نتائج العمليه قد قطعت ارجل القوات الامريكيه وقوات حلف الاطلسي قبل ان تصل الى هذه الدول . ومنعت بذلك تشكل حالة معادية لروسيا ومخلةً بالتوازن الاستراتيجي في المنطقه ، كما حدث في اوكرانيا ، التي تعج بقواعد امريكيه واطلسيه حالياً ، بعد الانقلاب العسكري الذي نفذته القوى النازيه في تلك الدوله ، سنة ٢٠١٤ ، ضد الرئيس الاوكراني المنتخب يانوكوفيتش.
– اما عن سبب تسميتنا لهذا الانتشار العسكري السريع بالانتشار الاستراتيجي فيعود الى ان نتائج هذا الانتشار الصاعق قد غيرت قواعد الاشتباك الروسي الاميركي تغييراً جذرياً ، على الصعيد الدولي وليس فقط في آسيا الوسطى جنوب روسيا ، وانما على الجبهه الغربيه ، في اوكرانيا ، وكذلك الامر في حوض بحر البلطيق ، حيث توجد دول البلطيق الثلاثه ، ليتوانيا ، لاتڤيا واستونيا ، المعاديه لروسيا .
– اضافةً الى تغيير الوضع الاستراتيجي للجيب كاليننغراد الروسي ، الواقع على ساحل البلطيق الشرقي ، بين ليتوانيا وبولندا .
– بمعنى ان العمليه التي تم تنفيذها في كازاخستان تمثل رسالة ، الى من يعنيه الامر ، بان كاليننغراد خط احمر واي اعتداء عليها سيؤدي الى اضطرار الجيوش الروسيه للسيطرة الفورية على ليتوانيا وبولندا ، بهدف تأمين حدود روسيا البيضاء ، الشمالية الغربيه ، مع ليتوانيا ، والغربيه مع بولندا ، وذلك لضمان الامن الاستراتيجي لشمال غرب والغرب الروسي .
– اذن فان الطابع الاستراتيجي للعمليه العسكريه ، التي تجري في كازاخستان بكل نجاح وبسلاسة وقدرات عالية الدفع والانضباط ، قد ارسلت صدى الرساله الروسيه القوية الى حدود دول حلف وارسو سابقاً ، كما الى اعضاء الحلف الجدد في اوروبا الشرقيه ، وصولاً الى فنلندا ( شمال غرب روسيا ) ، التي كان رئيسها يتشدق ، قبل عدة ايام فقط ، بان من حق فنلندا الانضمام الى حلف شمال الاطلسي .
– من هنا فان نتيجة العمليه العسكريه الجارية الان في كازاخستان سوف تقطع انفاس العدوان الاميركي الاطلسي في اوروبا الشرقيه ووسط آسيا . اضافة الى تامين حدود الصين الشماليه الغربيه ، المحاذيه لكازاخستان وقرقيزستان.
وهكذا تكون روسيا قد فاجأت واشنطن بهجومها المضاد وغيرت قواعد الاشتباك على طول خطوط المواجهة بينها هي و الصين من جهة وبين الاطلسي واميركا من جهة اخرى، في اوروبا وآسيا وصولاً الى بحر الصين.