كتب واصف عواضة
قلت للرئيس حسان دياب أمس: إياكم دولة الرئيس أن ترفعوا الدعم عن مادة المازوت..
قال:ولكن المازوت مشمول بالبطاقة التمويلية التي ستطال 76 بالمائة من الشعب اللبناني..
قلت: إذا رفعتم الدعم عن المازوت فإن كامل عائد البطاقة التمويلية قد لا يكفي لسد فاتورة اشتراك الكهرباء للناس،حيث سيصبح بدل إشتراك ال 5 أمبير بمليون ليرة..وإن غدا لناظره قريب .
قال الرئيس دياب:هناك اجتماع بعد قليل للجنة الوزارية المعنية بالبطاقة التمويلية ،وسأعيد طرح موضوع دعم المازوت عليه،مع العلم أنني كنت قد عرضت إبقاء الدعم على هذه المادة ب 200 مليون دولار ،لكن البعض عارض ذلك بشدة.
عصر أمس اجتمعت اللجنة الوزارية ،ولا أعرف حقيقة (حتى الآن) ماذا قررت بالنسبة لدعم المازوت ،لكنني أجزم بأن مشروع البطاقة التمويلية سوف يفشل فشلا ذريعا إذا ما تم رفع الدعم عن هذه المادة الملتهبة.وقد نبهت الرئيس دياب الى ذلك.
والحقيقة أنني لا أعرف إذا ما كان الرئيس دياب يعرف، أو السادة أعضاء اللجنة الوزارية الكرام يعرفون التكاليف التي يتكبدها المواطن جراء الاشتراك الخاص في مولدات الكهرباء حاليا ،وكم ستصبح هذه التكاليف إذا ما تم رفع الدعم كليا عن مادة المازوت، وما سيتبع ذلك من خسائر،في ظل التقنين الكهربائي الرسمي .وبحسبة بسيطة يمكن وضع الأصبع على الجرح في هذا المجال.
بالتفصيل الممل،يتكبد المواطن هذه الأيام مبلغا لا يقل عن 250 ألف ليرة عن الاشتراك بطاقة 5 أمبير، وبنفس النسبة بحساب العداد،وذلك على أساس 27 ألف ليرة لصفيحة المازوت.وهذا يعني أن الكلفة سترتفع الى 500 ألف ليرة بطاقة 10 أمبير ،وهكذا دواليك.ويقول الراسخون في العلم إن صفيحة المازوت سيرتفع سعرها الى نحو تسعين أو مائة ألف ليرة في حال رفع الدعم على أساس سعر الدولار الحالي وسعر برميل النفط عالميا.فماذا لو أرتفعت الأسعار المحلية والعالمية على السواء؟وما هو رأيكم يا سادة يا كرام لو صارت كلفة الاشتراك الشهري بين مليون ومليوني ليرة؟وهل يمكن أن يتحمل المواطن الفقير لله هذه الكلفة؟
ليس في الأمر مبالغة ،خاصة ونحن مقبلون على حر الصيف ،وموعودون بمزيد من التقنين الكهربائي في ظل مؤسسة عاجزة،ونيابة عامة مالية رفعت سيفها متأخرة في وجه البواخر المنتجة للتيار،وفي غياب حكومة أصيلة ومجلس نيابي منقسم على نفسه ،ومجلس دستوري بالمرصاد للقوانين العشوائية،وقد ألغى هذا الأسبوع قانون السلفة المالية لمؤسسة كهرباء لبنان.وهكذا “يكتمل النقل بالزعرور” ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ،و”قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان” ..
في الخلاصة ،إن رفع الدعم كليا عن مادة المازوت سوف يطيح بالبطاقة التمويلية التي تعدها الحكومة،وعلى ذلك ينطبق على الدولة في هذا المجال قول الشاعر :ليتها لم تزنِ ولم تتصدقِ!!
*ملاحظة:كان للرئيس حسان دياب حديث مطول أمس مع مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية تنشره الوكالة الوطنية للاعلام والحوار نيوز لاحقا.
زر الذهاب إلى الأعلى