كتب أكرم بزي- خاص الحوار نيوز
هكذا يريد صندوق النقد الدولي، وهكذا تريد الولايات المتحدة الأميركية والدول التابعة لها وعملاؤها في المنطقة ولبنان: سحق الشعوب وتجويعها لسلب ارادتها وتحقيق غاياتها الدنيئة وحكمها على طريقتها على قاعدة “أنت تأكل ونحن نفكر عنك ونرسم لك مستقبلك ومستقبل أبنائك، ونحدد من يجب عليه أن يموت أو يبقى على قيد الحياة”. إنها نفس القاعدة التي كان يعلّمها جوزيف ستالين لجنرالاته لتطويع الشعب: “نتف ريش الدجاجة ومن ثم اطعامها كيف تتبعهم”.
تكاد حلقات المؤامرة أن تكتمل، وأريد لرياض سلامة حاكم مصرف لبنان، أن ينفذ الأوامر في هذه اللحظة بالذات، “أعدم شعبك”. ولكن ليس لـ رياض سلامة القدرة وحده على فعل ذلك، بل العصابة الحاكمة والمتحكمة بكل مفاصل هذا “الكيان المصطنع المسمى لبنان”.
رفع الدعم يعني لا خبز لكم أيها اللبنانيون، لا ماء ولاكهرباء ولا بنزين ولا دواء ولا مستشفيات ولا… ولا… (اللائحة تطول باحتياجات الناس)، إلا لمن يملكون “الدولار الأميركي”، وهم فئة قليلة تمسك بزمام الأمور،من بعض الاقتصاديين والسياسيين ومن يتبعهم من الإعلاميين المتأمركين الذين يشكلون باجتماعهم وتواطؤهم “الدولة العميقة” التي تدير مفاصل الحياة في هذا البلد المسمى “لبنان”.
“المجلس الأعلى للدفاع”… ما هذه النكتة السمجة؟
هل الدفاع عن الشعب يكون بالإمعان في تجويع الشعب؟
وهل يكون في تحقيق الرغبة الأميركية في تشديد الحصار أكثر فأكثر وصولاً إلى “الإنفجار المؤجّل” ريثما تأتي لحظة تفجير البلد وإعلان “الوصاية الدولية”.؟
لماذا يشارك “السياسيون المنتخبون من الشعب” في “سحق الشعب”.؟
ها هي حلقات المؤامرة تكتمل بكل فصولها ولحظة الإنفجار قاب قوسين أو أدنى، وهذا ما يريده “الكيان الصهيوني الغاصب” ويعمل عليه منذ عدة سنين لتنفيذ أجندته.
ولكن ماذا عن “رد الفعل” على هذه الطبقة المتآمرة؟
وهل على الفئات المتضررة من هذه السياسة الحفاظ على تدوير الزوايا والسكوت والمراقبة، أم ستأخذ زمام المبادرة وتقلب الطاولة رأساً على عقب وتمسك زمام الأمور؟
مهما كانت كلفة التضحيات، فإنها لن تكون بحجم الكارثة المقبلة لا سمح الله إذا ما قدر لهذا المشروع وغيره من المشاريع المشابهة أن تمر، وهي أشبه بـ “ذبح الشعب بالقطن”.
لقد آن للعقلاء وللشرفاء أن يتحركوا لينقذوا ما تبقى مهما بلغت فاتورة الدفاع.
وآن الأوان لمن يملك القوة الفعلية أن يتحرك، فقد بلغ السيل الزبى، و”بلغت القلوب الحناجر”.
زر الذهاب إلى الأعلى