“رفح” تحت الانظار الدولية.. وتعمق أزمة إسرائيل (زياد علوش)
د. زياد علوش – الحوار نيوز
تحت إغراء مشهدية إعادة الاسيرين”فرناندو سيمون مارمان (60 عاما) ولويس هار (70 عاما)”الملتبسة،يعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي “بنيامين نتنياهو” تكراراً عزمه اجتياح منطقة “رفح”، ويعتبر ذلك صورة للنصر الذي يريده بسحق حماس وتحرير الاسرى.وبدون ذلك فإن مطالبته بوقف اجتياح “رفح” يعتبرها بمثابة إعلان الهزيمة.
بعض المحللين يعتبرون ذلك من بديهيات رفع السقوف اثناء التفاوض،يضاف الى ذلك إتقان نتنياهو إدارة لعبة التعارضات الداخلية، التي تبقيه لاطول فرصة ممكنة مع استمرار العدوان في رئاسة الحكومة.
رغم وجود مؤشرات على عدم استعدادات كافية في رئاسة الاركان والموساد والشين بيت لمعركة رفح، الا انه لا يمكن استبعاد اقدام نتنياهو على مغامرة جديدة وهو المتفلت من كل عقال اقليمي ودولي طالما هو قادر على استغلال حالة “الزهايمر” السياسي لدى الرئيس الاميركي بايدن وادارته،حيث التسريبات تفيد بأن واشنطن حتى الان لم تدرس امكان معاقبة تل ابيب في حال استكمال مجازرها في رفح.
مع ذلك “رفح” الان تحت المجهر الدولي،المصحوب بتحذيرت شديدة اللهجة. قد تبدو الخشية من انفجار شوارع الرأي العام الدولية بحيث لا تحتملها الادارة الاميركية وساسة اوروبا، لا سيما ان الاخيرة شهدت تغيراً ملحوظاً في التصريحات السياسية والاعلامية.
ما يمكن ان يغري نتنياهو بالاقدام او الاحجام هو فكرة توسع الحرب التي قد تطيح بمعظم انجازات التطبيع السابقة ،اهمها اتفاقيتا “كامب دافيد ووادي عربة” بحيث تفقد الابراهيمية مبرر وجودها،وقد تم خلط الاوراق الاقليمية بشكل دراماتيكي،خاصة ان نتنياهو نفسه يعلق آمالا سخية على اتفاقات جديدة واعدة.
يعتقد على نطاق واسع ان الهجوم على رفح قد يبدو الخط الاحمر النهائي الذي لا يمكن لوحدة الساحات تجاوزه، لا سيما لحزب الله اللبناني.تل ابيب مترددة في فتح الجبهة مع لبنان لانها تخشى المزيد من المفاجآت، لا سيما ان حزب الله بالنسبة لها صندوق اسود جديد آخر بعد غزة اكثر خطورة.
من البديهيات القول نسبة لما يجري فوق الميدان الملتهب ان فكرة النصر الحاسم لدى كل الاطراف مستبعدة ما لم تكن مستحيلة،وعليه فإن محاولة نتنياهو احراق رفح وارتكاب المزيد من المجاذر، وإن كانت تطيل في عمر حكومته، فإنها تعمق ازمة اسرائيل ومعاناة الفلسطينيين،وبالتالي لا بد من قرارات حاسمة لمجلس الامن الدولي ومحكمة العدل الدولية كما الجنائية، منها التحلي بروح المسؤولية والزام اسرائيل بوقف اطلاق النار ووضع حد لعبثية “نتنياهو” ومحاسبة اسرائيل على جرائمها،لأن سياسة الافلات من العقاب مسؤولة بشكل مباشر عما آلت اليه اوضاع غزة.
*كاتب صحفي ومحلل سياسسي لبناني