رأيسياسةمحليات لبنانية
`رسالة مفتوحة إلى الرئيس نجيب ميقاتي:لوقفة مسؤولة ومبادرة تنتشل الوطن هذه عناوينها(د.عادل مشموشي)
بقلم العميد المتقاعد د. عادل مشموشي
دولة الرئيس
أجدني اليوم شديد الاقتناع بالتوجه لدولتكم برسالتي هذه، بصفتي مواطنا لبنانيا، وضابطا سابقا، وبحكم متابعتي لمجريات الحياة السياسيَّة في لبنان والمنطقة العربيَّة والاقليميَّة عامة.
دولة الرئيس ،
ليس بخاف عليكم أن منطقة الشرق الأوسط تقبع على صفيح حار لدرجة الغليان، لا يعلم سوى الله عز وجل ساعة انفجارها، والتي يحتمل أن يكون لبنان النقطة الأضعف فيها، وبالتالي الفوهة التي قد تنطلق منها الحمم والانبعاثات البركانيَّة التي في حال انفجرت لا سمح الله ،ستشعل المنطقة بأسرها.
الإحتقان الاقليمي يا دولة الرئيس يزداد يوما بعد يوم جراء ما يجري في اليمن، والهجمات الصاروخية التي تطال منشآت حيوية في بعض الدول الخليجية، الأمر الذي لم يعد مقبولا من المجتمع الدولي ودول الخليج العربي على وجه الخصوص، والتي ستُترجم بالمزيد من التضييق السياسي والاقتصادي والمالي على إيران لاتهامها انها تقف خلف تلك الهجمات، كما على حزب الله باعتباره أحد أهم أذرعها التي تستعين بها لايصال رسائلها أو للتخفيف من الضغط المباشر عليها. وربما تتعدى التضييق السياسي لتصل إلى حد عمليات عسكرية محدودة ولكن نوعيَّة وموجعة.
كل ذلك يحصل ولبنان يتخبَّط في ظل أزمات حادة مُتشابكة نتيجة التَّقلب الحاد في الأوضاع السياسيَّة، وضعف مقومات الاقتصاد الوطني، وعدم قدرة الدولة الماليَّةِ على التدخل للجم وتيرة تدهور الاوضاع المعيشيَّة، وانعدام الثٍقة في القطاع المصرفي.
دولة الرئيس ،
مما لا شك فيه أن الاوضاع المعيشيَّة والأوضاع الاقتصاديَّة والماليَّة وانهيار قيمة العِملة الوطنيَّة، وضعكم ووضع حكومتكم أمام تحديات جسام، تستنزف طاقاتكم وتستنزف ما تبقى لدى الدولة من إمكانات ماليَّة ولوجستيَّة.ناهيك عن المُستجدات السياسيَّة، والتي كان آخرها إعلان الرئيس سعد الحريري “أحد الأقطاب السياسيين على الساحة اللبنانية” عزوفة عن المُشاركة في الحياة السياسية بما في ذلك الانتخابات البرلمانيَّة، والذي أرى فيه انه قرار مُتسرِّع وغير مدروس النتائج، وخاصة في شقِّه المُتعلق بعزل طائفة أساسيَّة من المكونات اللبنانيَّة، فبدت وكأنها دعوة لانتحار سياسيَّ جماعيَّ.
دولة الرئيس، كل ذلك وغيره من الأمور التي يصعب حصرُها دفعني للتوجه إليكم مُباشرة بهذه الرسالة الصادقة، مع علمي بكثرة مشاغلكم.
دولة الرئيس،
إن لبنان على مشارف استحقاقٍ سياسي مِفصلي، ألا وهو الانتخابات البرلمانيَّة، والتي سيبنى على نتائجها الكثير، كما سيُصار على أساسها تحديدُ الوجهةِ التي ستؤول إليها الأوضاع السياسيَّة في لبنان، وأي خلل فيها سيؤدي حُكما إلى الإخلال بالتَّوازناتِ القائمَةِ حاليَّا، وفي الوقت عينه يصعُب الوصول في المدى المنظور إلى مُرتكزاتِ استقرارٍ جديدةٍ ثابتة ومتينة.
دولة الرئيس،
إن حراجة الظَّرف الذي يمر فيه لبنان تتطلب وقفة مسؤولة من رجل دولة حكيم وازِن، قادرٍ على جبر الأمور قبل انفراط العقد السياسي في لبنان، وقبل انفجارِ الوضع الإقليمي، كي لا يكون لبنان أكثر من يدفع الثمن، وخشية أن تأتي الحلول على حساب وحدته واستقراره وسيادته، وهذا يتطلب دون أدنى شك زعيما وطنيَّا صادقَ الانتماءِ للوطن، ومخلصا في الولاء له. هذه الميزات الرياديَّة أجدها ماثلة في شخصكم الكريم بحكم موقعكم الوسطي، ومواقفكم المُعتدلة وحكمتكُم الرفيعة التي تُستشفُ من دأبكم على التَّفكير مليَّا قبل اتِّخاذ القراراتِ المصيريَّة.
دولة الرئيس، الطائفة السنيَّة اليوم ولبنان عامَّة أشبه بفُلك تعبرُ لُجا هائجا مائجا، وقد فقد بحارتها البوصلة فأضاعوا السَّبيل، هي اليوم بأمس الحاجة لبحَّار ماهر حذق، يتولي دفة قيادتها، ويصوِّب وجهتها ويعبرُ بها إلى شاطئ الأمان.
وعليه أتوجَّه إليكم مُباشَرَة، مُناشِدا إياكم لحسِّكُم الوَطني، داعيا إياكُم لحزم أمركُم في ظل هذا الظرف التاريخ، واطلاق مبادرتين متوازيتين، الاولى على مستوى الطائفة السنيَّة، والأخرى على المُستوى الوطني:
-
تقوم الأولى على ما يلي:
– لم شمل الطائفة وإخراجها من حالة الانكسار والانهزاميَّة التي تخيم على مُعظم أبنائها.
– التحضير للقاء موسَّع يضم نخبة من المفكرين والمثقفين من أبناء الطائفة من شتى المناطق الجغرافيَّة، للتباحُث في الهمومِ والتطلعاتِ المُشتركة.
– اتخاذ قرار جريء في ما خص الانتخاباتِ البرلمانيَّة يقضي بالمُشاركة في التَّرشُّح والاقتراع، وبلوائح كاملة على امتداد انتشار الطائفة على أرض الوطن.
– تفعيل دور المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى وجعل اجتماعاته دورية شهرية او فصلية، لمتابعة المسائل المستجدة التي تهم أبناء الطائفة بخاصة والأمور الوطنية عامة.
-
ثانيا: على المستوى الوطني: