رسالة فاتيكانية مزدوجة لسوريا والبطريرك الراعي
الحوارنيوز – خاص
رأت مصادر دبلوماسية غربية معنية بالملف السوري ومقيمة في بيروت بأن زيارة عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري الى سوريا والتي بدأت أمس، بأنها رسالة مزدوجة لسوريا ومن خلفها الى دول العالم لاسيما دول أوروبا الغربية من جهة وللبطريرك اللبناني ماربشارة بطرس الراعي من جهة ثانية.
الرسالة الأولى، بحسب المصادر، تنطوي على موقف متضامن مع النظام السوري الذي مثل ضمانة تاريخية للأقليات وللتنوع من خلال تمسكه بطبيعته العلمانية وتكريسه مبدأ المواطنة والعلمانية بصورة لم تلغ الحريات الدينية. وتشير المصادر إلى الجهد الخاص الذي بذله الجيش السوري وحلفاؤه لحماية الأديرة والقرى المسيحية من ممارسات وجرائم المجموعات المتطرفة والإرهابية.
وتعتقد المصادر أن البابا فرانسيس يريد من خلال هذه الزيارة أن يقول بوضوح أن الحرب على سوريا يجب أن تنتهي ليعيش الشعب السوري بوئام وسلام مع التشديد على أهمية إحترام خياراته السياسية من خلال إنتخابات حرة وديمقراطية.
الرسالة الثانية، ووفقاً للمصادر ذاتها، للبطريرك الماروني اللبناني الذي تمنى على الكرسي الرسولي إعفاءه من مهمة ملاقاة الكاردينال ليوناردي ساندري “حتى لا يسجل علينا كمسيحيين لبنانيين أننا طرف في الحرب السورية…”.
موقف الراعي لاقى استياء من الكرسي الرسولي لأن البطريرك الراعي بحسب المصادر، كانت له جولات في فلسطين المحتلة للوقوف على خاطر بعض المجموعات اللبنانية التي عملت في لبنان لصالح الجيش الاسرائيلي، وغيرها من الدول، ولم تفهم المراجع المعنية في الفاتيكان موقف الراعي غير كونه إنخراطاً في المشهد السياسي كطرف، فيما هو يقدم نفسه كحيادي”.
وذكّرت المصادر البطريرك بأنه بطريرك “انطاكية وسائر المشرق” وكان من الواجب المشاركة في هذه الجولة الفاتيكانية التي تهدف الى ” تعزيز وتثبيت المسيحيين المشرقيين في سوريا وعدم تكرار تجربة العراق”.
وأبدت المصادر تقديرها بأن الكرسي البابوي سيكون له مبادرة تجاه لبنان بعد أن بدأت تصله معلومات مقلقة بشأن المسيحيين فيه والرغبة الجامحة لديهم لبيع أراضيهم والهجرة إلى أوروبا أو الى دول أميركا اللاتينية والى الولايات المتحدة الاميركية وكندا.
زيارة ساندري ستستمر الى الثالث من الشهر المقبل ووصفتها صحيفة “مجلس المطارنة الإيطاليين” بإنها “تحمل قرب وتضامن البابا فرنسيس للجماعات الكاثوليكية في سوريا”.
وأفاد موقع الفاتيكان نقلا عن بيان لمجمع الكنائس الشرقية أنه كان قد تم تحديد الموعد سابقا في نيسان عام 2020 وتأجل بسبب وباء كورونا، و”يتم الآن ببركة الأب الأقدس وبالتنسيق مع السفارة البابوية في دمشق، الرغبة في قرب وتضامن البابا فرنسيس مع الجماعات الكاثوليكية في سوريا، التي امتحنتها سنوات من الحرب وتحتاج إلى وقفة من التمييز والتحقق الرعوي”.
ولفت البيان الى أن ساندري سيكون له اجتماعات مختلفة “أولا اللقاء مع السلطات الكاثوليكية في سوريا والقداس الإلهي مع بطريرك أنطاكية للروم الملكيين صاحب الغبطة يوسف العبسي يليه لقاء مع كهنة الروم الملكيين في دمشق وبصرى-حوران، وزيارات إلى مكاتب كاريتاس سوريا، وجمعية القديس منصور دي بول، ودار أيتام القديس بولس، ومستوصف كشكول، والمستشفى الإيطالي والمستشفى الفرنسي، والرهبان الساليزيان، ومراكز الكنائس السريانية والكلدانية والأرمنية. واللقاء مع المكرسين في دمشق وجنوب سوريا بالقرب من كنيسة القديس بولس في دمشق بالإضافة إلى اللقاء مع بعض الدبلوماسيين المعتمدين في سوريا”.
كذلك ستكون له محطات في طرطوس وحمص، مع أبرشيات السريان والموارنة والروم الملكيين، والاحتفال بالقداس الإلهي وزيارة قبر الأب اليسوعي فرانس فان دير لوخت وكاتدرائيات السريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس. وينتقل عميد مجمع الكنائس الشرقية إلى حلب حيث سيحتفل بالقداس الإلهي بالطقس اللاتيني في النيابة البطريركية، وسيلتقي المكرسين ورؤساء الجمعيات الخيرية وكهنة المدينة، على أن يحتفل بعدها بصلاة مسكونية سيليها لقاء بين الأديان. بعدها ستتخلل الزيارة وقفات صلاة قصيرة في كل من الكاتدرائيات الكاثوليكية في المدينة (حيث يتواجد أساقفة الموارنة والروم الملكيين والسريان والأرمن والكلدانيين واللاتين)، ليغادر بعدها إلى يبرود ومعلولا، قبل أن يعود إلى دمشق ومن هناك إلى روما.