رسالة حب في العيد من استوكهولم الى دمشق
طلال الإمام -استوكهولم
انها من المرات القليلة التي أعجز عن إيجاد الكلمات للكتابة في موضوع ما!
هذا ماحصل معي عندما أردت الكتابة عن العيد هذا العام.
العيد يحمل العديد من الطقوس التي لايمكن للكثيرين في سوريتي القيام بها ….العيد يعني فرحة طفل بحذاء جديد، البسة جديدة، حلويات، سينما، طبخة العيد وللكبار تبادل الزيارات والتهاني …مراجيح العيد …ياولاد محارب يويو …
العيد هو أن تسير في شوارع المدينة ترى البسمة على الوجوه.
كيف يمكنني الان أن أقول لأهلي وأحبتي كل عام وانتم بخير؟
اي خير والغلاء والفساد سرقا بسمة الكبير والصغير !
اي خير وسمعت صوت امرأة تقول لايمكنني ان اشتري حذاء او بنطال جديد لاولادي بسبب الغلاء … سندويشة الفلافل تحتاج لميزانية ليست بمقدور الكثيرين!
أي خير وكيلو حلويات يعادل حوالي نصف دخل موظف؟ أي خير؟ أي عيد؟
ماذا نقول لام او زوجة شهيد؟ لمن واجه الارهاب والحرب بصمود وتضحيات قل مثيلها؟ ماذا نقول لهن وهن يشاهدن الفساد المستتر بالدين تارة وبالسلطة تارة اخرى يصرف ببذخ مستفز؟ اي خير وهو يرى ان هناك من يحاول ان يسرق بسمة الطفل وانتصارات الجيش؟ في الشارع الواحد صار هناك طبقتان، كما في كل حي ومدينة …شعبان أمتان … اي خير؟ مع هذا الفساد والاستغلال الجنوني؟
اهلي، اصدقائي، رفاقي وأحبتي في وطن عشقنا ترابه ومازال يسكننا ، اتمنى ان تبقوا بخير، بصحة وامل بان للفساد جولة وستعود سوريتنا اجمل، سورية يستحقها السوريون وتضحياتهم ….عندها يعود للعيد القه وبهجته ، عندها نردد معا كل عام وانتم بخير!