رسالة الى الأخوة اللبنانيين: لم نُهزم.. ولسنا نازحين!(نسيب حطيط)
كتب د. نسيب حطيط – الحوارنيوز
نحن الشيعة اللبنانيون الذين لم نشارك في الحرب الأهلية اللبنانية التي اشعلها اليمين المسيحي ضد الفلسطينيين، وكنا ضحاياها واعتصم الامام الصدر لحماية المسيحيين في دير الاحمر والبقاع..
نحن الشيعة اللبنانيون الذين انتصرنا في تموز في عام 2000 ولم نثأر من عملاء جيش لحد المسيحيين والدروز والسنة والشيعة..
نحن الشيعة اللبنانيون الذين انتصرنا في حرب تموز 2006 بعد 33 يوما من القتال والشهادة، ثم أهدى السيد الشهيد النصر الى اللبنانيين..
نحن الشيعة اللبنانيون الذين احتضنّا المقاومة الفلسطينية بقرار اخذته الدولة اللبنانية عام 1969 المعروف باتفاق القاهرة، وتحملنا وزره ، قصفاً اسرائيليا واجتياحات متكررة..
نحن الشيعة اللبنانيون الذين قال الامام الصدر انه مستعدُ لتحويل العُرف في رئاسة الجمهورية للمسيحيين دستوراً، إن كان ذلك يحافظ على بقائهم ووجودهم في لبنان..
نحن الشيعة اللبنانيون الذين قال لهم الشيخ محمد مهدي شمس الدين على كل شيعي ان يدفع راتباً للمسيحي كي يبقى في لبنان..
نحن الشيعة اللبنانيون الذين ضحّوا بأكثر من 7000 شهيد وجريح في سوريا ضد الجماعات التكفيرية وحموا لبنان وكنائسه ومساجده، بينما تضامن بعض اللبنانيين مع الذين قتلوا الجيش اللبناني في عرسال ودمّروا الكنائس..
نحن الشيعة اللبنانيون الذين ضحّوا ب 16000 شهيد وجريح حتى الآن،و50 الف بيت مدمّر ومليون نازح …
نحن الشيعة اللبنانيون ضحايا الدولة اللبنانية التي لم تعترف بنا ولم تؤمن حمايتنا، بل ارهقتنا باتفاق القاهرة وجعلت الجنوب ميدانا لتحرير فلسطين، ثم انقلبت علينا مع بعض الشعب، ولم نكن نحن في السلطة بل كانت القيادة المسيحية والسنيّة من وقّع اتفاق القاهرة ..
نحن الشيعة اللبنانيون من يمنع التوطين ودمج النازحين وسرقة المياه واستعمار لبنان..
نحن الشيعة اللبنانيون الذين دمّرت اسرائيل بيوتنا واحرقت زرعنا وقتلت شبابنا واجتاحت ارضنا ثلاث مرات، وهذه الحرب الرابعة علينا، ثم يطالبنا بعض اللبنانيون الذين تحالفوا مع إسرائيل واخذوا السلاح منها في اجتياح عام 82 بتسليم سلاحنا الذي اضطررنا ان نحمله دفاعاً عن النفس والارض والأهل، حيث لا دولة تحمي ولا جيش قادر ..
نحن الشيعة اللبنانيون نقول لأخوتنا اللبنانيين اهلنا واخوتنا في لبنان من كل الطوائف:
– أولا: الشكر لكل من تعاون وساهم في إيواء الأهل الشرفاء من النساء والاطفال سواء بالإيجار او بالتطوع .
-ثانيا :للذين يعتبرون ان المقاومة قد انهزمت وان الشيعة قد انهزموا وانهم نازحون مرتبة ثالثة بعد النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، وانه يمكن الاستقواء عليهم وتقديم ضمانات الأمان والتعهد بالحماية وافتراضنا ضعفاء والتنمر والإستفزاز والدعوة لتحرير المدارس من النساء والاطفال او منع الرجال من الإقامة مع عائلاتهم اذا تمت الموافقة على ايجار الشقة او البيت ببدلات إيجار خياليه استغلالا للحرب!
نقول وبكل محبه وهدوء وتبيان للحقائق :
المقاومة لم تنهزم… ولن تنهزم .
الشيعة اللبنانيون مواطنون شرفاء وليسوا نازحين في بلدهم، بل لبنانيون اضطرهم القصف والتوحش ان يتنقلوا في وطنهم من منطقة الى أخرى.
الشيعة اللبنانيون مسالمون مع أهلهم في الداخل، لكنهم أشداء ،أقوياء،شجعان ضد العدو الاسرائيلي وكل الغزاة متعددي الجنسيات .
من يحلم بالقضاء على الشيعة في لبنان او إرجاعهم الى القمقم او إشعال فتنة داخلية وحرب اهليه ،للضغط على المقاومة والإطباق عليها من الخلف خدمة للعدو الاسرائيلي او إستغلالاً لانشغال الشيعة بمواجهة العدو للإمساك بالسلطة، فإننا نبلّغ الجميع :
- ما زلنا في قوتنا وسنبقى ،فاذا كان الآلاف منا يقاتلون الان في الجنوب ، فعشرات الآلاف جاهزون مع سلاحهم للدفاع عن المقاومة وعن اهلهم في كل شارع او بيت او منطقه من لبنان .
- إشعال الحرب الأهلية لن يصيب الشيعة فقط، بل ستصيب من اشعلها وتحرق اصابعه وتدمّر مناطقه وتشرّد اهله …ولسنا الخاسرين، فلم يبق لنا بيت !
- لمن يقطع الطرقات على الشيعة، فهم قادرون على قطع يده وطرقاته ،ومن يتصدّى ويقاوم 50,000 جندي اسرائيلي ومعه مئات الطائرات ،قادرٌ على ان يهزم ويكفّ ايدي المراهقين والسذّج والاغبياء!
- من يتطاول على أخت او طفل او رجل أعزل في منطقته، فعليه إما ان يبقى فيها او يعتذر عمّا فعل!
ما زلنا احياء أقوياء.. وما يزال السلاح بيدنا وسيبقى حتى لو تدمّر كل الجنوب و الضاحية والبقاع… لن نرحل ولن يستطيع أحد ان يهجّرنا !
نحن اهل الارض ولسنا ضيوفا او لاجئين او نازحين!
إستيقظوا من احلامكم قبل ان تصل النار الى بيوتكم…
ولكل الشباب خارج خطوط القتال ..إستعدوا للأيام المقبلة …وإن أُستشهد كل الرجال فستحمل نساؤنا السلاح وتُكمل المسيرة كما حملت الزيت المغلي في معركة …ولأهلنا نقول:لا تخلوا المدارس ،ولا تذهبوا للمدينة الرياضية ..
اللهم اشهد أنّا قد بلّغنا…