رسالة إلى اللواء عباس ابراهيم (حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز- خاص
حضرة اللواء،
الحمد لله أنّك أنهيت خدمتك الوظيفيّة بصحّة جيّدة على الرغم من سهام الغدر التي أصابت ظهرك في صميم سلسلة الوفاء.
إرتفع ولا تلتفت إلى الوراء، فقطارك يسير بعجلة، ولا تدع أيّ رئيس محطّة أن يؤخرك، إمّا ليصعد بقافلتك فتقلّه معك ،وإمّا ليغيّر اتجاه سيرك.
إرتفع، فلم يعد يليق بقامة وطنيّة مثلك أن يبقى موظفاً يخضع لوزير ولسلطة تنفيذية.
إرتفع، واترك الوظائف لزعماء المحاصصة.
إرتفع، ولا تقبل أن يستفيد فاشلون وفاسدون ومهدّمون ليبقوا في الوظيفة على حجّتك.
إرتفع، ولا تدع نفسك أن تكون موظف كبقيّة الموظّفين.
إرتفع، فأصبحت مدرسة في القيادة والإدارة يتعلّم فيها طلاّب القيادة.
إرتفع، وسلّم الشعلة لمرؤوسيك ليؤمنوا استمرارية إنجازاتك.
إرتفع، وتذكّر أنك ابن المدرسة العسكريّة.
إرتفع، وحافظ على مبادئ المؤسسة العسكريّة.
إرتفع، ولا تسعى للبقاء ثانية واحدة خلافاً للقانون.
إرتفع، ولا تدع أحداً أن يبتزّ شخصك وكأنّ المناصب منّة من أهل الحكم.
إرتفع، وتحرّر من التعامل مع سلطة مسؤولة عن انهيار الدولة.
إرتفع، وتيقّن أنّ ساعة الدولة لم تأت بعد، ووجودك معهم أصبح عبئاً.
إرتفع، فليس لأحد جميل عليك إلّا أبويك.
إرتفع، ولا تقبل أن تكون رهينة مزاجية سياسية فقدت مصداقيتها.
ترفّع عن المناصب، فلم تعد تليق ببلدٍ ينخره الفساد.
ترفّع عن السلطة، فإنّ احترام اللبنانيين لك سيلحقك أينما كنت.
ترفّع عن أهل الحكم، لتقي شرّ من أحسنت إليهم.
دع بذلتك العسكريّة تستريح، حتى متى يدقّ النفير تلبّي النداء ببذلة بيضاء!
حضرة اللواء،
دع التاريخ يكتب عنك وليس الصحف ووسائل الإعلام!